وأجاب القرافي بأن سبب التفضيل لا ينحصر في كثرة النصارى على العمل، بل قد يكون لغيرها، كتفضيل جلد المصحف على سائر الجلود.
وقال النووي في شرح المهذب لم أر لأصحابنا نقلا في ذلك، وقال ابن عبد البر: إنما يحتج بقبر رسول الله (ص) من أنكر فضلها، أما من أقر به وأنه ليس أفضل بعد مكة منها فقد أنزلها منزلتها، وقال غيره سبب تفضيل البقعة التي ضمت أعضاءه الشريفة أنه روي أن المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عندما يخلق، رواه بن عبد البر في أواخر تمهيده من طريق عطاء الخراساني موقوفا.
وعلى هذا فقد روى الزبير بن بكار أن جبريل أخذ التراب الذي خلق منه النبي (ص) من تراب الكعبة، فعلى هذا فالبقعة التي ضمت أعضاءه من تراب الكعبة فيرجع الفضل المذكور إلى مكة إن صح ذلك والله أعلم). انتهى.
(وقال الشهيد الأول في القواعد والفوائد: 2 / 124: (وزعم بعض مغاربة العامة (يقصد القاضي عياض في الشفا) أن الأمة أجمعت على أن البقعة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل البقاع. ونازعه بعض العلماء في تحقق الأفضلية هنا أولا، وفي دعوى الإجماع ثانيا). انتهي.