والطريق الأخرى من رواية أبي خالد وهو مجهول عن يحيى البكاء وهو ضعيف.
ثم لو صح لما كانت فيه حجة لأنه إنما كان يكون الفضل لقبره عليه السلام فقط وإلا فقد دفن فيها المنافقون وقد دفن الأنبياء عليهم السلام من إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وسليمان وداود عليهم السلام وغيرهم بالشام ولا يقول مسلم: إنها بذلك أفضل من مكة). انتهى.
(وقال الشوكاني في نيل الأوطار: 5 / 99: (قال القاضي عياض: إن موضع قبره (ص) أفضل بقاع الأرض، وإن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض، واختلفوا في أفضلها ما عدا موضع قبره (ص) فقال أهل مكة والكوفة والشافعي وابن وهب وابن حبيب المالكيان إن مكة أفضل وإليه مال الجمهور، وذهب عمر وبعض الصحابة ومالك وأكثر المدنيين إلى أن المدينة أفضل، واستدل الأولون بحديث عبد الله بن عدي المذكور في الباب، وقد أخرجه أيضا ابن خزيمة وابن حبان وغيرهم. قال ابن عبد البر: هذا نص في محل الخلاف، فلا ينبغي العدول عنه، وقد ادعى القاضي عياض الاتفاق على استثناء البقعة التي قبر فيها (ص) وعلى أنها أفضل البقاع، قيل لأنه قد روي أن المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عندما يخلق