قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) (النحل: 35) فهذا الإشكال باطل، لأنه يعم جميع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، الذين غلبهم الكفار والمنافقون ولم يأذن الله تعالى لهم بحل مشكلتهم بالمعجزة، فكم قتل بنو إسرائيل من الأنبياء عليهم السلام، وكم ظلموا من الأوصياء عليهم السلام، ومنهم أوصياء موسى وسليمان عليهم السلام وقد كان وصي سليمان آصف بن برخيا عنده اسم الله الأعظم، وعنده علم من الكتاب كما نص على ذلك القرآن، وأتى بعرش بلقيس من اليمن في لحظات! ومع ذلك غصبوا منه خلافة سليمان صلى الله عليه وآله ولم يستعمل المعجزة ضدهم!
فكذلك علي عليه السلام الذي عنده الاسم الأعظم وعنده علم الكتاب، والذي هو بطل الأبطال، ولو دعا عليهم لأهلكهم، ولو جرد سيفه ذا الفقار عندما هاجموا بيته لسقى الأرض من دماء فرسانهم، ولكنه عليه السلام مأمور أن يصبر ويعاملهم بالأسباب الطبيعية، كما هي سنة الله تعالى في أنبيائه وأوصيائه عليهم السلام.
أما لماذا نتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرين، علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام ولماذا نعتقد أن التوسل بهم يحل المشاكل بإذن الله تعالى؟
فجوابه أن الله تعالى أمرنا بالتوسل بهم بقوله: