الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٧٠
6. حديث الصحابة اما الأحاديث التي تنقل عن الصحابة، فإذا كانت متضمنة أقوال الرسول الكريم (ص) أو أفعاله، ولم تخالف أحاديث أهل البيت، تؤخذ بنظر الاعتبار، وإذا كانت متضمنة لرأي الصحابي فحسب فليست لها حجية، ويعتبر الصحابي كسائر المسلمين، علما بأن الصحابة أنفسهم كانوا يعتبرون الصحابي كبقية المسلمين، ويعاملونه معاملتهم.
7. بحث آخر في الكتاب والسنة يعتبر كتاب الله (القرآن الكريم) هو المصدر الأساسي للفكر الاسلامي، وهو الذي يعطي الاعتبار والحجية للمصادر الدينية الأخرى، لذا يجب ان يكون قابلا للفهم لعامة الناس.
وفضلا عن هذا فان القرآن الكريم يعلن انه نور موضح لكل شئ، وفي مقام التحدي، يطالب بتدبر آياته، إذ ليس فيه أي اختلاف أو تناقض، وإذا كان باستطاعتهم معارضته، والاتيان بمثله لفعلوا ذلك.
وواضح ان القرآن لو لم يكن مفهوما لدى العامة فان مثل هذه الآيات لا اعتبار لها.
وليس هناك مجال للظن ان هذا الموضوع (القرآن يفهمه عامة الناس) يتنافى مع الموضوع السابق (ان النبي الأكرم (ص) وأهل بيته، هم مراجع علمية للمعارف الاسلامية، والتي هي حقيقة يدل عليها القرآن الكريم).
ان بعضا من المعارف الاسلامية، وهي الاحكام والقوانين التشريعية، فان القرآن الكريم يشير إلى الكليات منها، ويتوقف تفصيلها بالرجوع إلى السنة (حديث أهل البيت (ع) مثل احكام الصلاة والصوم والمعاملات وسائر العبادات.
والبعض الآخر كالاعتقادات والأخلاق، وان كانت مضامينها وتفاصيلها يفهمها العامة، لكن ادراك وفهم معانيها، يستلزم اتخاذ نهج أهل البيت، مع الاستعانة بالآيات، فإنها تفسر بعضها بعضا، ولا يمكن الاستعانة برأي خاص، والذي أصبح من العادات والتقاليد، وباتت النفس تستأنس به.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»