الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٦٧
انكشاف الحقائق. والمشاهدة الباطنية لها، ولكن يجب ان نعلم أن هذه الطرق الثلاثة، تتفاوت فيما بينها من جهات عدة:
الأولى: ان الظواهر الدينية، بيانات لفظية، تستفاد من أبسط الألفاظ، وفي متناول أيدي الناس، وكل يستفيد 1 منها حسب قدرته وفهمه واستيعابه، على خلاف الطريقين الآخرين، إذ يختصان بجماعة خاصة، ولم يكونا لعامة الناس.
الثانية: ان طريق الظواهر الدينية، لهو الطريق الموصل إلى أصول المعارف الاسلامية وفروعها، ويمكن الحصول على المسائل الاعتقادية والأخلاقية، وكذا الكليات للمسائل العملية (فروع الدين)، ولكن جزئيات الأحكام ومصالحها الخاصة بها لم تكن في متناول العقل، وخارجة عن نطاقها، وهكذا طريق تهذيب النفس، لان نتيجتها انكشاف الحقائق، وهو علم لدني (من قبل الله تعالى)، ولا يسعنا ان نحدد نتائجها والحقائق التي تنكشف عن هذه الموهبة الإلهية، وهؤلاء لما انفصلوا عن كل شئ ونسوه، سوى الله تعالى، فإنهم تحت رعاية الله بصورة مباشرة، وكل ما يريده (لا كل ما يريدونه) ينكشف لهم.

(1) ومن هنا يتضح لنا قول النبي الأكرم (ص) في رواية ينقلها العامة والخاصة: (انا معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم). البحار ج 1: 36.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»