الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٥٩
(ص)، ولا تمتنع من تغيير أو تبديل أحكام الشريعة، وحتى ارتفاع أصل التكليف، خاصة على قول الباطنية، على خلاف مذهب الشيعة الإمامية الذي يعتقد بخاتمية النبوة في محمد (ص) وانه خاتم الأنبياء وله اثنا عشر وصيا، وتعتبر ظاهر الشريعة غير قابل للنسخ، ويثبتون للقرآن ظاهرا وباطنا.
اما طائفتا الشيخية والكريمخانية، واللتان ظهرتا في القرنين الأخيرين بين الشيعة الإمامية ، فلم نعدهما انشعابا، لأن اختلافهما معا يدور حول توجيه وتفسير بعض المسائل النظرية، وليس في اثبات أو نفي أصل المسائل.
وكذا فرقة علي اللهية بالنسبة للشيعة الإمامية، ويسمون ب الغلاة أيضا، فهم مثل الباطنية للشيعة الإسماعيلية، يعتقدون بالباطن فقط، وبما انهم يفتقرون إلى منطق دقيق، فلم نعدهم في حساب الشيعة.
6. موجز عن تاريخ الشيعة الاثني عشرية كما أشرنا في الفصول المتقدمة، ان أكثرية الشيعة هم الاثنا عشرية، وهم أصحاب علي وأنصاره، الذين رفعوا راية المعارضة والانتقاد في موضوع الخلافة والمرجعية العلمية بعد وفاة الرسول الأكرم (ص) وذلك لاحياء حقوق أهل البيت، وبهذا انفصلوا عن أكثرية الناس.
كانت الشيعة مضطهدة في زمن الخلفاء الراشدين (سنة 11 - 35 هجري)، ولم تكن لهم صيانة أو حماية لأنفسهم وأموالهم طوال حكومة بني أمية وخلافتهم (40 - 132 هجري)، وكلما ازداد عليهم الضغط والاضطهاد، كانوا أشد عزما في إرادتهم، وأكثر رسوخا في عقيدتهم، وكانوا يستفيدون من مظلوميتهم في سبيل عقيدتهم وتقدمها ونشرها.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»