الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٦٦
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا 1.
ويقول سبحانه: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين 2.
وقوله: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين. (3) وقوله كلا ان كتاب الأبرار لفي عليون وما أدريك ما علييون، كتاب مرقوم يشهده المقربون 4.
وقوله تعالى أيضا: كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم 5.
اذن إحدى طرق استيعاب المعارف الإلهية وادراكها هي تهذيب النفس والاخلاص في العبودية.

(١) سورة الكهف الآية. ١١، يستنبط من الآية ان الطريق للقاء الله هو التوحيد والعمل الصالح، ولا طريق سواه.
(٢) سورة الحجر الآية ٩٩. ويستفاد من الآية ان عبادة الله تؤدي إلى اليقين.
(٣) سورة الأنعام الآية ٧٥. يفهم من الآية ان إحدى لوازم اليقين مشاهدة ملكوت السماوات والأرض.
٤) سورة المطففين الآية ٢١. يستفاد من الآيات ان عاقبة (الأبرار) في كتاب يدعى (عليين) المرتفع جدا، ويشاهده المقربون لله تعالى، علما ان لفظ (يشهده) صريح بان المراد ليس الكتاب المخطوط، بل عالم تقرب وارتقاء.
(٥) سورة التكاثر الآية ٥. يستفاد من الآية ان علم اليقين موروث لمشاهدة عاقبة حالة الأشقياء وهو الجحيم (جهنم).
٤. الاختلاف بين هذه الطرق الثلاثة اتضح مما سبق، ان القرآن الكريم يعرض ثلاثة طرق لفهم المعارف الدينية: الظواهر الدينية والعقل. والإخلاص في العبودية، والذي مؤداه
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»