الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٥٦
الأحكام الظاهرة للاسلام إلى مراحل باطنية صوفية، ويعتبرون ظاهر الشريعة خاصا للأميين من الناس، الذين لم يتدرجوا طريق الكمال، ومع هذا كله، فقد كانت تصدر قوانين وأحكام معينة من أئمتهم وزعمائهم بين حين وآخر.
4. النزارية والمستعلية والدروزية والمقنعة ظهر عبيد الله المهدي سنة 296 للهجرة في إفريقية، وادعى الإمامة على طريقة الإسماعيلية، وأسس الدولة الفاطمية، واختار خلفاؤه مصر دار خلافتهم، فحكم سبعة منهم على التوالي حكومة وإمامة طبق مذهب الإسماعيلية دون ان يحدث انشعاب أو انقسام. وبعد الخليفة السابع وهو (المستنصر بالله سعد بن علي) تنازع ولداه نزار و المستعلي على الخلافة والإمامة، وبعد صراع وحروب دامية، كانت الغلبة للمستعلي، فألقى القبض على أخيه نزار، وسجنه وبقي في السجن حتى توفي فيه.
وعلى أثر هذه المنازعة، انقسم اتباع الفاطميين إلى قسمين: نزارية ومستعلية.
النزارية: هم من اتباع الحسن بن الصباح، وكان من المقربين للمستنصر، وبعد المستنصر، اخرج من مصر بأمر من المستعلي، لدفاعه وحمايته عن نزار. فجاء إلى إيران وبعد فترة ظهر في قلعة الموت من نواحي قزوين، فاستولى على هذه القلعة وقلاع أخرى مجاورة، فصار سلطانا عليها، ودعا إلى نزار في البداية، وبعد وفاة حسن سنة 518 هجري، جاء بزرك اميد رودباري، وبعده ابنه كيا محمد حكما على طريقة الحسن الصباح، وجاء بعده ابنه حسن على ذكره السلام رابع ملوك قلعة الموت، فغير طريقة الحسن الصباح وكانت نزارية، وانتمى إلى الباطنية.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»