الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٥٣
لاحقاق الحق يستطيع ان يكون إماما.
كانت الزيدية في الابتداء مثل زيد، تعتبر الخليفتين الأولين أبا بكر وعمر من الأئمة، ولكن بعدها أسقط جماعة منهم اسم هذين الخليفتين من أسماء أئمتهم، وابتدأوا بالامام علي (ع).
وحسب ما يقال ان الزيدية تتبع المعتزلة في الاسلام، وتوافق فقه أبي حنيفة في الفروع. وهناك اختلاف يسير بينهم في بعض المسائل.
3. الإسماعيلية وانشعاباتها الباطنية: كان للامام السادس للشيعة ولد يدعى إسماعيل وهو أكبر ولده، توفي في زمن أبيه، وشهد الأب وفاة ابنه، وطلب الشهادة من حاكم المدينة أيضا على وفاة ولده، الا ان هناك فريقا يعتقد بعدم وفاة إسماعيل، وانه اختار الغيبة، وسوف يظهر ثانية وهو المهدي الموعود، ويتضح ان اشهاد الامام السادس على وفاة ولده كان على علم وعمد، وذلك خوفا من المنصور الخليفة العباسي، واعتقد جماعة ان الإمامة الحقة هي لإسماعيل، ومع موته، انتقلت إلى محمد، واعتقد الآخرون ان إسماعيل وان أدركه الموت في زمن أبيه، الا انه امام، ومحمد بن إسماعيل ومن جاء بعده من هذه السلالة أئمة أيضا.
انقرض الفريقان الأولان بعد زمن وجيز، وبقيت الفرقة الثالثة حتى وقتنا الحاضر، وقد انشعبت انشعابات عدة.
لدى الإسماعيلية فلسفة تشبه فلسفة عبدة النجوم، وفيها شئ من التصوف الهندي، ويذهبون إلى أن المعارف والأحكام الاسلامية، لها ظاهر وباطن، فلكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل، وتعتقد ان الأرض لا تخلو من
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»