الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٤٥
المذاهب، فانتهز علماء الشيعة ومتكلموهم هذه الحرية الفكرية، فلم يتوانوا في النشاط العلمي، ونشر مذهب أهل البيت عليهم السلام 1.
ثانيا: منح المأمون الامام الثامن ولاية عهده بمقتضى سياسته، فأصبح الشيعة ومحبو أهل البيت، بعيدين عن التعرض إلى حد ما - من قبل الولاة - وأصحاب المناصب، واصبحوا يتمتعون بشئ من الحرية، الا ان الفترة هذه لم تدم كثيرا، وتعرض الشيعة للملاحقة الشديدة، والقتل والتشريد، وعادت السنة التي كانت سائدة، وخاصة في زمن المتوكل العباسي (232 - 247) للهجرة، إذ كان يعادي عليا وشيعته عداء خاصا، وهو الذي أمر بهدم مرقد الإمام الحسين (ع) ثالث أئمة الشيعة في كربلاء 2.

1) كتب التاريخ.
2) تاريخ أبي الفداء، وكتب التاريخ الآخرى.
12. الشيعة في القرن الرابع للهجرة ظهرت عوامل في القرن الرابع الهجري، ساعدت على انتشار مذهب التشيع وتقويته، منها ضعف الخلافة العباسية، وظهور ملوك آل بويه.
كان لملوك آل بويه، وهم شيعة، التأثير البالغ في مركز الخلافة ببغداد، وكذا في الخليفة، 3 وهذه القدرة جعلت الشيعة ان تقف امام المخالفين، والذين طالما حاربوا الشيعة لما كان لهم من قدرة خلال خلافتهم، وتمكن الشيعة ان ينشروا عقايدها بكل حرية.
والمؤرخون متفقون على أن الجزيرة العربية، أو معظمها كانت تعتنق 3) يراجع كتب التاريخ.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»