الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٥١
الحنفية إماما رابعا لهم، وهو المهدي الموعود عندهم، ويعتقدون انه قد غاب في جبل رضوى، وسيظهر يوما.
وبعد وفاة الإمام السجاد (ع) اعتقد أكثرية الشيعة بامامة ابنه محمد الباقر (ع)، وذهب الأقلية منهم إلى التمسك بمذهب زيد الشهيد وهو الولد الآخر للإمام السجاد (ع)، واشتهروا بالزيدية.
وبعد وفاة محمد الباقر (ع) آمن شيعته بولده الإمام جعفر الصادق (ع) وبعد وفاته، ذهب الأكثرية إلى أن الامام السابع هو ولده الإمام موسى الكاظم (ع)، واعتقد فريق ان إسماعيل ابن الإمام الأكبر هو الامام السابع، والذي وافاه الاجل في زمن أبيه الصادق، وانفصل هؤلاء عن الأكثرية الشيعية، وعرفوا بالإسماعيلية، وذهب البعض إلى امامة عبد الله الأفطح ابنه الآخر، وذهب الآخرون إلى امامة محمد وتوقف بعض في إمامته، واعتبروه آخر الأئمة.
وبعد استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)، ذهب الأكثرية إلى امامة ابنه الرضا (ع)، إماما ثامنا، وتوقف جماعة في امامة الامام السابع، واشتهروا ب (الواقفية).
ولم يظهر انشعاب بعد الامام الثامن وحتى الامام الثاني عشر، وهو عند الأكثرية المهدي الموعود، وإذا ما كانت هناك حوادث أو وقائع فإنها لم تكن سوى أيام معدودة ولم يحدث انشعاب، وعلى فرض حدوث انشعاب، لم يدم كثيرا، وانتهى إلى الانصهار، كما حدث بعد وفاة الامام العاشر، إذ ادعى ولده جعفر، الإمامة وتبعه جمع، الا انهم تفرقوا وتشتتوا بعد فترة قصيرة، ولم يتابع جعفر دعوته هذه، وهناك اختلاف في الآراء بين رجال الشيعة في المسائل العلمية والكلامية والفقهية، إذ لا يمكن اعتبارها انشعابا في المذهب.
انقرضت الفرق المذكورة التي انشعبت وظهرت امام الأكثرية الشيعية، في زمن قصير، عدا الفرقة الزيدية والإسماعيلية اللتان استقامتا،
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»