الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٦٠
ففي الفترة ما بين الدولتين الأموية والعباسية، حيث تسلم خلفاء بني العباس الحكم، كانت فترة ضعف وانهيار، استطاع الشيعة ان يتنفسوا الصعداء، وذلك في أواسط القرن الثاني للهجرة، ولكن سرعان ما عاد التضييق والاضطهاد عليهم، وازداد شيئا فشيئا حتى أواخر القرن الثالث الهجري.
وفي أوائل القرن الرابع الهجري، استعاد الشيعة قدرتهم بمجئ سلاطين آل بويه، وكانوا من الشيعة، وحصلت على حرية فكرية، وشرعت بنضالها، واستمرت حتى نهاية القرن الخامس الهجري، وفي أوائل القرن السادس الهجري، الذي يقترن مع حملة المغول، وعلى أثر المشاكل العامة، وكذا استمرار الحروب الصليبية، فالحكومات الاسلامية رفعت الاضطهاد والضغوط عن الشيعة، وخاصة بعد اعتناق بعض سلاطين المغول في إيران دين الاسلام، وساهمت حكومة سلاطين مرعش في مازندران في قدرة الشيعة وتوسعها، مما جعل الشيعة يتمتعون بكثرة عددهم في كل بقعة من بقاع الممالك الاسلامية وخاصة في إيران، حيث كان الملايين من الشيعة. واستمرت الحالة هذه حتى أواخر القرن التاسع الهجري، وفي بداية القرن العاشر الهجري، أثر ظهور الدولة الصفوية في إيران المتسعة الارجاء آنذاك، اعترف رسميا بمذهب الشيعة، ولا يزال حتى الان أواخر القرن الرابع عشر الهجري، يعتبر مذهبا رسميا للبلاد وفضلا عن هذا كله فان عشرات الملايين من الشيعة تعيش حاليا في جميع بقاع العالم.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»