لدينهم المتين، فمنهم مواطنه المجاهد الشيخ رحمة الله الهندي، والشيخ علي البحراني، والشيخ جواد البلاغي النجفي في كتبه الهدى إلى دين المصطفى، والمدرسة السيارة، والرحلة المدرسية، وإبطال التثليث، والأستاذ الإمام الشيخ محمد عبدة المصري، وفليسوف الشرق السيد جمال الدين الأفغاني، والسيد محمد رشيد رضا الذي تكاد تتمحض مجلته المنار الاسلامي للدفاع عن الإسلام ومحاربة البدع، والشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء النجفي، والسيد محسن الأمين، والسيد عبد الحسين شرف الدين العامليان، والسيد مير علي الهندي الذي أنفق معظم حياته في الجهاد في سبيل الإسلام وبث دعوته، إلى كثيرين غيرهم ممن يطول الكلام بتعداد أسمائهم، فقد صدعوا بالحجة ونهضوا بما افترضه الله عليهم بدون أن يدعوا نبوة أو مسيحية أو رسالة ووحيا.
وأما المعاهد الدينية التي قامت في الأمصار الإسلامية قديما وحديثا وعنيت بتدريس علوم الشريعة وكل ما له تعلق بها وما له مساس بالذود عن نواميسها فالإحاطة به وعده مما يخرجنا عن الفرض الذي قصدنا إليه في هذا الرد، وحسبنا أن نذكر منه ما لا يزال قائما مصابرا الدهور، فمنه جامعة الأزهر، وجامعة النجف الأشرف، وجامع الزيتونة، ومدرسة الواعظين في لكهنور، ومدرستا قم وسبهسالار في إيران، وكل تلك المعاهد إلى كثير أمثالها تخرج المئات في كل عام للارشاد ونشر ومبادئ الدين الاسلامي القويم والتبشير، حتى في كبرى عواصم الدول الأوروبية. وقرأت أخيرا في مجلة الاثنين في الجزء (51) الصادر في 24 إبريل سنة 1944 في مصر، أن الدكتور علي حسن عبد القادر المصري خريج الأزهر وبعض الجامعات الأوربية، وهو متخصص في المعارف الإسلامية، وقد أنشأ في لندن المركز الثقافي الاسلامي واختير له مديرا عاما، والمقصد من إنشاء هذا المركز إلقاء المحاضرات عن الإسلام باللغة الانكليزية، وعرض الدين الحنيف عرضا صحيحا، ودفع الأخطاء التي ألصقت به، وسيكون بعد قليل باستطاعته إنشاء معهد يتلقى فيه أبناء المسلمين المقيمون في لندن ثقافتهم الدينية، وقد توفق إلى إنشاء مجلة ثقافية علمية، وإنشاء مكتبة إسلامية جامعة، وقد أهدت الحكومة البريطانية