القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٣٢
تجلدت، ولكن الآن أخاف على الناس، وأخشى وسوسة الخناس، وأن بعض الشهادات أبلغ من الضرب بالمرهفات، فأخاف أن يتجدد الاشتعال من كلمات المنار وسقط ميمه ويبقى على صورة النار.
ثم ادعى أنه كان غلب علماء الهند وسرق سجعات من كلام الحريري، وقال: فالآن أحيى اللئام بعد الممات، وشد المنار عضدهم بالخزعبلات، فأري أنهم يتصلفون ويستأنفون القتال، ويبغون النضال، ويخدعون الجهال، ورجعوا إلى شرهم وزادوا ضدا، بما جاء المنار شيئا إدا، وجاز عن القصد جدا، (كذا بالزاي والحريري استعملها بالراء من الجور) فأكبر كلمة ضرب من العمين إلخ...
ثم ذكر أنه كثيرا ما كان يغضي عن المعترضين والمزدرين، وقال: ولكن رأيت أن صاحب المنار، عظم في عين هذه الأشرار (كذا)، وأكبر شهادته بعض زاملة النار، وكانوا يذكرونها بالعشي والأسحار، فبلغني ما يتخافتون، وعثرت على ما يسرون ويأتمرون، وأخبرت أنهم يضحكون علي وفي كل يوم يزيدون. إلى أن قال صاحب المنار: بل أصر على الازراء في الجريدة، فأكل الحاسدون حصيدة لسانه كالعصيدة، وتلقفوا قوله وخددوا الخصومة بعد ما قطعوها كما هو من شيم القرائح البليدة، وحسبوا كلمة كالأسلحة الحديدة، وأشاعوها في الأخبار (الجرائد) والجوائب الهندية، وكتبوا كلما يشق سماعها على الهمم البريئة المبرئة، وآذوا قلبي كما هي عادة الرذل والسفهاء وسيرة الأرذال من الأعداء. ثم قال: وما تظني أن يكتب المنار من معارف كمعارف كتابي، ويرى بريقا كبريق ما في قرابي، ثم مع ذلك تناجيني نفسي في بعض الأوقات، أن من الممكن أن يكون مدير المنار بريئا من هذه الالزامات، ويمكن أنه ما عمد إلى الاحتقار والنطح كالعجماوات، بل أراد أن يعصم كلام الله من صغار المضاهات، وإنما الأعمال بالنيات (وههنا حاشية في الأصل ذكر فيها أنه يظن أن سبب غيظي منه حكمه بمنع الجهاد) فإن كان هذا هو الحق فلا شك أنه ادخر لنفسه بهذه المقالات، كثيرا من الدرجات، وأي ذنب على من سبني لحماية الفرقان، لا للاحتقار وكسر الشأن. إلى أن قال:
ولكنني معتذر كمثل اعتذاره، فإن الفتن قد انتشرت من أقواله وأخباره " إلخ...
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست