القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٦٦
لأنهم لم يعتقد منهم أحد ببقاء النبوة بعد خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم) وهل هذا من آية ظهور دين الإسلام على الدين كله؟ وهل يستفاد من ظهوره على الدين كله ضآلة تابعيه وانحصاره في القادياني وأتباعه؟
6 - إن هذا الزعم العجيب مؤد إلى مخالفة النهي الصريح المجمع عليه من المسلمين عن تكفير أهل القبلة، وهو ما تحاشاه أئمة المسلمين على اختلاف مللهم، ولئن بدع أهل كل ملة من خالفهم فإنهم لم يجرؤوا على الحكم بخروجهم عن ربقة الإسلام، بل قالوا بإسلامهم وبعذر مخالفيهم المتبنية مخالفته على الاجتهاد المأجور عليه المصيب والمخطئ، وللإيمان والكفر حدود منصوص عليها في مظانها لا يضل بها الكلام.
وليت صاحب التوضيح وهو وأتباع القاديانية يرون تكفير عامة المسلمين لم يستعظم قول من يقول بتكفير أرباب نحلتهم، ومن قال قولا قيل فيه بمثله، على أن المسافة بين القولين بعيدة جدا، وسنعرض إلى هذا البحث في موضعه من هذا الكتاب فانتظره.
أما تتمة كلامه في هذا البحث فلا نهتم بنقضها، لأن ردودنا شاملة لها وما هي إلا رشحة من إناء المتصوفة المتطرفة، ولكنه جرى بما أورده من كلام صاحبه في التدليل على نبوته على غير طريقتهم، فإنهم أصحاب رموز وإشارات وتهوس وشطحات، وقد لا تبين مقاصدهم من مطاويها، وليس المجال بمتسع للإفاضة في مباحث خارجة عن موضوعنا تشذ عنه، وهو ما ينطبق على رغبات الأحمدية الذين من أقصى أمانيهم اتساع دائرة الجدل وتشعبه إلى شعب كثيرة.
الحديث الثاني: الذي استدل به على نبوة صاحبه، ما رواه الدارمي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا أول من يأخذ بحلقة الجنة فيفتحها ومعي فقراء المؤمنين، وأنا يد الأولين من الأنبياء النبيين ولا فخر " (1)

(1) كنز العمال للمتقي الهندي، دار التراث الاسلامي، ح 6634.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست