القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٧٠
من تعاليم، وإلا لساغ لنا عد المحرورين والمعتوهين والموسوسين، ومن تنبأ ساعة أو ضحاها، ومن لم يكن له إلا مجرد الدعوى من المتنبئين، وفي عد أمثال هؤلاء ما يزيد على الثلاثين أضعافا، وما كان هذا مما يراد من الحديث قطعا، فلا بد أن يراد منه تنبؤ من كان لتنبؤهم شئ من الأثر ونوع من التضليل والتدجيل، ينغمس في حمأتها من لا مسكة له من علم وفهم ومن هو فاقد التمييز، وهم غير قليل من دهماء الناس وغوغائهم.
وإذا استعرضنا أحوال من كان تنبؤهم مثل ذلك الأثر فنجد منهم:
1 - مسيلمة بن حبيب الكذاب.
2 - عيهلة بن كعب الذي يقال له العنسي ويلقب ذا الخمار، ادعيا النبوة في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
3 - طليحة بن خويلد الأسدي تنبأ بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) وعظم أمره.
4 - سجاح بنت الحارث بن سويد، تنبأت بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) وما لاها جماعة من رؤساء القبائل وفريق من أخوالها بني تغلب.
5 - أبو الطيب المتنبي إن صحت دعواه النبوة وادعاها المنصورية من الغلاة والبنانية القائلون ببقاء النبوة، وكيف كان فإنا لا نستطيع أن نستخرج من مجموعهم عدد الثلاثين ممن أحدث تنبؤهم أثرا، ولازم ذلك أن الباب لا يزال مفتوحا للمتنبئين على مصراعيه.
الثاني: إن فرض التسليم ببلوغ العدد يؤدي إلى أن كل من تنبأ بعد بلوغ العدد نبي صادق، فكل من ادعاها بعد سنة 828 وهو عهد مؤلف إكمال الاكمال من النبيين الصادقين، فلتقر إذا عيون المحرورين وكل من تحدثه نفسه بادعاء منصب النبوة السامي، فإن المجال متسع ليس للمسيح الهندي فحسب بل له، ولكن من يلتمس جاه الدنيا وتبع الحياة من هذا الباب.
الثالث: إن هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحة مسندا إلى أبي هريرة يتضمن الأنباء عن أمور تحدث في الأمة كلها من أشراط الساعة، ومن
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست