القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٦٣
3 - إن من التحكم المحض قوله: (ولكن يدل الحديث على أن عيسى (عليه السلام) توفي ولا يرجع إلى هذا العالم أبدا، لأنه لا حاجة إلى إخراج لبنة من الدار) إلخ.
أما أولا: فلان عيسى (عليه السلام) لم يرد له ذكر في هذا الحديث ولا يدل عليه بدلالة من إحدى الدلالات، وبذلك تشفي اللوازم التي رتبها عليه، وهي وفاته وعدم رجوعه إلى العالم وإخراج لبنة من الدار، وإرساله مرة أخرى، والاضطرار إلى الاعتقاد بأن الدار ناقصة والذي يكملها ويجعلها أحسن هو عيسى (عليه السلام) على أن اللازم الأخير يلزمه بأن الدار ناقصة، وأن الذي يكملها ويجعلها أحسن هو مسيحه الموعود وما يكون جوابه فهو جوابنا.
وأما ثانيا: فإنا نعترف بصحة ما فسر به الحديث في الوجه الثاني، من أن المراد من هذا المثل أن نبوة الأنبياء من حيث الشريعة ومن حيث أنهم كانوا يرسلون إلى أقوام مخصوصة لم تكن بالغة إلى نهايتها، وأن مراتب النبوة تمت ببعثة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن من يأتي بعده يكون من أتباعه، ولكنا لا نعترف بأنه المسيح الهندي بل هو المسيح عيسى ابن مريم والمهدي (عليه السلام).
وأما ثالثا: فإنا نعتقد كما يعتقد بأنه لا يأتي بعده نبي مستقل كما ذكر في الوجه الثالث، وأنه إذا أتى يكون تحت حكم شريعته، ولكن لا نسلم أنه من أمته وأنه المسيح الهندي، بل هو المسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام) ونبوته، هي عين نبوته، كما نعتقد بظهور المهدي على ما جاء في الجواب الثاني.
وأما رابعا: فإن تمام مراتب النبوة وانتهاءها إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) كما هو الواقع وكما يعترف به صاحب التوضيح، يدلان على انقطاع النبوة بعده والاستغناء عن الأنبياء، سواء أكانوا مستقلين أم كانوا تابعين لشريعته حيث كان لها حملة وعليها حفظه من أمته، وهم كأنبياء بني إسرائيل مضطلعون بأعبائها غير مفرطين بأحكامها، بدون دعوى النبوة التي لو كانت مما يقع في الإسلام بعد نبي الإسلام لكان من مصلحة المسلمين بل من ضرورات الدين أن يرد نص
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست