القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٥٦
الرسل في الآية بالقاصين آيات الله يدل على بطلان دعوى إرسال الرسل بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه أتى بالذكر الحكيم مجتمعة فيه قصص الأنبياء وما قصه من آيات ربه مستكملة جامعة، فلم يبق منها شئ مجهول يحتاج إلى من يبينه بعد الرسول.
وإذا ضم إلى هذه الوجوه النص والاجماع من المسلمين على انسداد باب الرسالات والنبوات، وبما سلف من الدليل على انقطاع الوحي، وبما سنأتي به من دليل ساطع وبرهان لامع على انقطاع النبوة لم يبق لاحتجاج صاحب التوضيح محصل، على أن تلك الاحتمالات القائمة في تأويل الآية والتي تؤيدها الشواهد الكثيرة من كلام البلغاء ومن القرآن المجيد كان في بطلان احتجاجه.
وعن الآية الثالثة: (رفيع الدرجات ذو العرش) [غافر / 15] مر في تفسير هذه الآية في باب الوحي ص 87.
وعن الآية الرابعة: (اليوم أكملت لكم دينكم) [المائدة / 3] هي على عكس دعواه أدل وإليك ما فسرت به.
ففي أنوار التنزيل للبيضاوي: " (اليوم أكملت لكم دينكم) بالنصر والإظهار على الأديان كلها أو بالتنصيص على قواعد العقائد والتوقيف على أصول الشرائع وقوانين الاجتهاد (وأتممت عليكم نعمتي) بالهداية والتوفيق، أو بإكمال الدين، أو بفتح مكة وهدم منار الجاهلية ".
وفي الكشاف: " (أكملت لكم دينكم) كفيتكم أمر عدوكم وجعلت اليد العليا لكم، كما تقول الملوك: اليوم كمل لنا الملك وكمل لنا ما نريد إذا كفوا من ينازعهم الملك ووصلوا إلى أغراضهم ومباغيهم، أو أكملت لكم ما تحتاجون إليه في تكليفكم من تعليم الحلال والحرام والتوقيف على الشرائع وقوانين القياس وأصول الاجتهاد (وأتممت عليكم نعمتي) بفتح مكة ودخولها آمنين ظاهرين، وهدم منار الجاهلية ومناسكهم، أن يحج معهم مشرك ".
وفي مجمع البيان: " (اليوم أكملت لكم دينكم) قيل: فيه وجوه:
الأول: إن معناه أكملت لكن فرائضي وحدودي وحلالي وحرامي بتنزيلي ما أنزلت وبياني ما بينت لكم، فلا زيادة في ذلك ولا نقصان منه بالنسخ بعد هذا
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست