معناه، وذلك كقوله تعالى: (الرفث إلى نسائكم) وأنت لا تقول: رفثت إلى المرأة، وإنما تقول: رفثت بها أو معها، لكنه لما كان الرفث هنا بمعنى الافضاء وكنت تعدي أفضيت بإلى، كقولك: أفضيت إلى المرأة جئت بإلى مع الرفث إيذانا وإشعارا بأنه بمعناه هذا إلى كلام طويل "، نحيل صاحب التوضيح على مراجعته في كتاب طراز المجالس للخفاجي.
4 - لا نسلم أن حمل (مع) على المصاحبة مفسد للمعنى أولا: لما أوردناه من كلمات المفسرين في معنى الآية، وثانيا: لجواز أن يراد مع معنى المصاحبة التبعيض، فإن من كان من المطيعين لله والرسول وكان مع المنعم عليهم بسبب الطاعة صح أن يكون معهم ومعنى جملتهم باللازم، ولا يكون من باب التضمين ولا من مرادفة (من) ل (مع) وإن نسب هذا القول لمجهول وكأنه ناظر بزعمه التضمين أو الترادف، إلى ما جاء في مجمع البيان في تفسير الآية:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) [التوبة: 119] من جمعه بين هذه القراءة وقراءة من قرأ (من الصادقين) بأن (مع) للمصاحبة و (من) للتبعيض، فإذا كان المطيعون من جملتهم فهم معهم، على أن هذا التخريج المبني على تلك القراءة في هذه الآية لا يثبت مطلوب صاحب التوضيح، غاية ما في الباب أنه يثبت كونه من أصحاب تلك الدرجات، أي من بعضهم في الثواب والقرب لا أنه مستجمع لتلك الدرجات كلها النبوة والشهادة والصدق والصلاح، ويكون من قبيل قولهم: خادم القوم منهم، إذا صح أن يكون جامع صفة من صفات أصحاب تلك الدرجات كالشهادة والصدق والصلاح مندرجا فيهم، فلا يصح ذلك في النبوة لثبوت انقطاعها بالنص والاجماع، وفي هذا كفاية ومقنع للمنصف.
وأما استدلاله بالأحاديث الحديث الأول: فمن ذلك حديث (مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني دارا) (1)....