القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٢٢
10 - وجواب السؤال العاشر عن تفسير الآية (أوحينا إليك روحا من أمرنا) [الشورى / 52].
قال الفخر الرازي: " والمراد به القرآن، وسماه روحا لأنه يفيد الحياة من موت الجهل أو الكفر " (1) وقال الزمخشري في كشافه: " يريد ما أوحي إليه، لأن الخلق يحيون به في دينهم كما يحيا الجسد بالروح " (2)، وقال الطبرسي في مجمع البيان: " يعني الوحي بأمرنا ومعناه القرآن لأنه يهتدي به، ففيه حياة من موت الكفر " (3). وهناك أقوال أخرى متقاربة فأي خير في هذا الاختلاف في التعبير الراجع إلى وحدة المعنى، وهل يرى صاحب التوضيح أن باستطاعة نبيه رفع الاختلاف وتوحيد الآراء وحمل العلماء كافة على اتباع ما يراه في التفسير فيما فيه مسرح للرأي ومجال للاستنباط والاستنتاج؟
11 - وجواب السؤال الحادي عشر عن تفسير (قيل لها ادخلي الصرح) [النمل: 44] وهو سؤال أطال فيه الكلام وسبقه أحلام المفسرين، وتخلص من ذلك كله إلى رأي لمسيحه الموعود في تفسير هذه الآية. وأقوال: إن كل خبر يتضمن تخطئة نبي من الأنبياء (عليهم السلام) وليس فيه مجال للتأويل فهو مكذوب معروض عنه، وصريح الآية يدل على أمر سليمان (عليه السلام) لملكة سبأ بدخول الصرح وتوهمها أنه لجة وكشفها عن ساقيها، وما عدا ذلك مما عزي إليه من أنه قصد إيهامها لتكشف عن ساقيها ليتبين ما نسب إليها من أنها شعراء الساقين أم لا، فليس في الآية أدنى إشارة إليه، على أن ذلك من العبث الذي يجب صون النبوة عنه.
وصاحب الكشاف نسب ما نقله صاحب التوضيح عن الشربيني إلى الزعم (4) (والزعم مطية الكذب) كما قالوا، وكذلك الفخر الرازي والبيضاوي لم ينقل هذا الخبر الموضوع المصنوع في تنزيله.

(1) مفاتيح الغيب، ج 9، ص 614.
(2) الكشاف، م. س، ج 4، ص 234.
(3) ج 4، ص 58.
(4) الكشاف، سورة النمل، الآية: 44، ج 3، ص 370.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست