هذا أن قبيلة كانت على مذهب أهل السنة فدخلت في مذهب الشيعة بدعاء علماء الشيعة لها اللهم إلا أن يكون ذلك قبل عصرنا فإن كان ما يقوله حقا فليسم لنا قبيلة من هذه القبائل التي يدعيها. ووعاظ الشيعة ومرشدوهم إنما يحلون بين أظهر الشيعة فقط فيعلمونهم معالم الحلال والحرام ولو كان ما زعمه حقا فهو ليس مما يضر بالدين فإن الشيعة لا تفترق عن السنة في أصول الإسلام التي هي الشهادتان وما يتبع ذلك وفي كثير من الفروع فإن خالفت مذهبا من الأربعة في فرع وافقت الآخر إلا نادرا وإن خالفت الأربعة وافقت بعض من تقدمهم أو عاصرهم من الفقهاء.
(والحاصل) أن الشيعة توافق السنة في الأصول التي بها يستحق المسلم إطلاق اسم الإسلام عليه وجريان أحكامه التي منها حرمة ماله ودمه وعرضه وفي أكثر الفروع فإن تخالفا في نادر من الأصول أو الفروع فهو كمخالفة بعض المذاهب الأربعة للآخر أو بعض علماء السنة لبعض لا يوجب الجزم بهلاك إحدى الطائفتين وأهم الخلافيات في الأصول تفضيل أهل البيت عليهم السلام وتقديمهم فدخول السني في مذهب الشيعة كانتقال الحنفي إلى مذهب الشافعي.
(وأما قوله) يذهب الملا الشيعي إلى قوله بما يسهل عليه أمر التكاليف الشرعية فهو افتراء ولعل عذر صاحب المنار فيه