الذي له الشأن الأكبر عند أولئك الشيوخ وغير ذلك حتى يكون وليجته وعيبة سره ومستشاره في أمره فيتمكن الملا بذلك من بث مذهبه في القبيلة بأقرب وقت ويكتفي من السياسة غالبا بإفهام القوم أن رئيس طائفة الشيعة المحقة شاه العجم ورئيس الطائفة الأخرى المسماة بالسنية السلطان عبد الحميد ولا شك أن هؤلاء يكونون عونا لرئيس مذهبهم إذا وقع نزاع لا قدر الله بينه وبين رئيس المذهب الآخر وإن كانوا في بلاد الآخر. ثم وصف الذين تختارهم الدولة العلية للإرشاد ورغبهم بأنهم لا يحرمون من أجر الدنيا وقال قد استغنى دعاة الشيعة في تلك القبائل مع حصولهم على غرضهم في نشر المذهب قال وليبدأ دعاة الدولة العلية بمن على الفرات فإن فيهم عددا كبيرا لم يزل على مذهب أهل السنة " هذا " ما كتبه من نحو تسع سنين.
(وأما) ما كتبه بعد ذلك فهو قوله: إن أكثر من أجابوا دعوة علماء الشيعة هناك لم يكونوا على شئ من مذهب أهل السنة فإذا كان أولئك الدعاة يبثون فيهم الوعاظ يعلمونهم الفرائض وأحكام الحلال والحرام فإن ذلك خير لهم في دينهم من الحالة التي كانوا عليها فنحن لا نعد الأمر من الجهة الدينية بلاء نازلا كما عده الأستاذ كاتب الرسالة ولكن الأمر مهم من الجهة السياسية فإن السياسة هي التي كانت ولا تزال مثار