الحصون المنيعة - السيد محسن الأمين - الصفحة ٤٢
ليقربونا إلى الله زلفى " فإن أولئك صلوا للأصنام وعبدوها لتقربهم إلى الله ونحن لم نصل إلى أحد من الأنبياء ولا عبدناهم وإنما استشفعنا بهم إلى الله بالكلام لمكانتهم عنده تعالى.
(وأما) جعلهم الشفاعة حقا في الآخرة وطلبها في الدنيا شركا فجهل وغباوة فإن ما يكون شركا في الدنيا لا يكون حقا في الآخرة.
(وأما) جعلهم سؤال الموتى قضاء الحوايج وتفريج الكربات شركا لأنه لا يقدر عليها إلا الله.
(فنقول) بل يقدر عليها غير الله بأقدار الله تعالى له فالرجل منا يقدر على قضاء دين أخيه بما رزقه الله من المال وعلى نصره بما أعطاه الله من القوة فإذا سئله ذلك لا يكون مشركا وإذا كان أهل المكانة عند الله تعالى أحياء عند ربهم يرزقون كما نطق به القرآن الشريف في حق الشهداء فما المانع من قدرتهم على نصر المستغيث بهم وقضاء حاجته كالأحياء ولو فرض عدم قدرتهم فلا يكون ذلك شركا بل يكون كمن طلب من المفلس قضاء دينه جاهلا بفلسه وإذا كان ذلك شركا فالوهابية أول المشركين لاستعانتهم بالناس في قضاء حوائجهم وطلب النصرة من الناس على أعدائهم.
(وأما) النذور وذبح القرابين فالنذور لا يقصد تمليكها
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»