فإن هذه الذخائر موقوفة لتوضع بالحجرة الشريفة وتكون زينة لها وليست ملكا له عليه السلام ولا صدقة وزهد النبي صلى الله عليه وآله في الدنيا لا ربط له بالمقام.
(فإن قال) إن وقفها على الحجرة الشريفة غير جائز؟
(قلنا) بل هو جائز لجريان سيرة المسلمين بل جميع أهل الأديان على ذلك ولأن في وقفها تعظيما لشعائر الدين فلا يكون سفها بل هو أمر راجح مطلوب شرعا.
(أما) تشييد قبور الأنبياء والأوصياء والصلحاء والعلماء فقد تقدم الدليل على جوازه ورجحانه.
(وأما) التوسل بالموتى من ذوي المكانة عند الله تعالى فلا مانع منه شرعا ولا عقلا فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون فالتوسل بهم أما دعاء لله تعالى أن يقضي الحاجة ببركتهم ومثله كثير في الأدعية المأثورة عنه صلى الله عليه وآله وعن أهل بيته وعن الصحابة والتابعين أو طلب منهم أن يسئلوا الله تعالى في قضاء الحاجة ولا مانع منه عقلا ولا شرعا فإن الله تعالى أجرى الأمور بأسبابها وفضل الناس بعضهم على بعض وجعل العبادة في بعض الأماكن كالمساجد أفضل منها في غيرها وأقسم ببعض مخلوقاته تعظيما لها وأعطى الشفاعة لبعض أنبيائه باعتراف الوهابية ونص عليها الكتاب العزيز فجعل ذلك من الشرك جهل محض كقياسه على ما ورد في قوله تعالى " وما نعبدهم إلا