الحصون المنيعة - السيد محسن الأمين - الصفحة ٣٨
(وفي) يوم الأحد التاسع والعشرين من شهر صفر من السنة المذكورة حضر مع الحجاج كثير من أهل مكة إلى مصر هربا من الوهابية (وفي الخامس والعشرين من شوال من تلك السنة حضر فرمان إلى مصر من الدولة بإرسال أربعة آلاف عسكري إلى الحجاز لمحاربة الوهابيين وأنهم وجهوا من جهة بغداد أربعة بشوات مع العساكر وأرسلوا إلى أحمد باشا الجزار (الذي كان في عكا) بالتوجه أيضا لمحاربتهم).
(وفي) أواخر محرم سنة ألف ومائتين وإحدى وعشرين وردت أخبار إلى مصر بمسالمة الشريف غالب للوهابيين لما اشتد عليه الحصار وغلت الأسعار فأخذ العهد على دعاتهم بداخل الكعبة ومنع من شرب الأراكيل بالتنباك بين الصفا والمروة وعاهده على أمور منها ترك ما حدث في الناس من الالتجاء لغير الله من المخلوقين الأحياء والأموات في الشدائد والمهمات وبناء القباب على القبور وتقبيل الأعتاب والخضوع والتذلل والمناداة والطواف والنذور والذبح والقربان وعمل الأعياد والمواسم لها وهدم القباب المبنية على القبور والأضرحة لأنها من الأمور المحدثة التي لم تكن في زمانه صلى الله وآله.
(وفي) آخر المحرم سنة ألف ومائتين واثنين وعشرين ورد الخبر إلى مصر برجوع الحاج الشامي من منزل هديه لأن الوهابي أرسل إلى عبد الله باشا أمير الحاج أن يأتي بدون
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»