الحصون المنيعة - السيد محسن الأمين - الصفحة ٣١
سعود (الصواب أن متبعه أولا هو سعود) من مشائخ عرب نجد فإنه كان شهما وبعد أن حكم قبيلته تغلب على قبيلتين من اليمن وانضم إليه سائر العرب وبعد خمس عشرة سنة اتسعت ولايته وهو يطمع في الزيادة فظن أن محمدا الوهابي يجذب الناس إليه باتباعه له فأعان هذا المذهب وقواه فأخذ في الازدياد والانتشار ودان به جميع عرب نجد فرتب محمد مذهبه وأظهر الاجتهاد فكان هو الرئيس الديني للوهابية وابن سعود رئيس الحكم والحرب وصارت ذرية كل منهما تتولى رتبة سلفها واختاروا مدينة الدرعية قاعدة بلادهم وهي في الجنوب الشرقي من البصرة في البادية ثم مات ابن سعود فخلفه ابنه عبد العزيز وكان إذا أراد محاربة قبيلة دعاها إلى اعتقاد القرآن على ما يفسره الوهابية فإن قبلت وإلا قاتلها لكنه لا يتعرض للنساء والأطفال بل يستصفي جميع الأموال وإذا أطاعته القبيلة أرسل إليها حاكما ويأخذ منها عشر المواشي والنقود والعروض بل والأنفس فيأخذ عشر الناس بالقرعة فجمع أموالا عظيمة وصار جيشه يربو على مئة وعشرين ألف مقاتل فأطاعه جميع أهل البادية التي بين البحر الأحمر وبحر فارس وحوالي بلاد حلب ودمشق والوهابية يبغضون من عداهم من المسلمين بغضا شديدا لما بينهم من المخالفة الواضحة لكنهم يوافقون أهل السنة في فروع كثيرة ولا
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»