المترجمة من رفاعة بك ناظر مدرسة الألسن وقلم الترجمة بمصر وهذا الناقل غير متهم في حق الوهابية ولا غرض له في تعمد الكذب وإن قاله مؤيده بما سمعناه وشاهدناه من الوهابية (وهذا كلامه) ومن بلاد نجد خرج مذهب الوهابية وأصله أن العرب سيما أهل اليمن تحدثوا بأن راعيا فقيرا اسمه سليمان رأى في منامه كأن شعلة نار خرجت منه وانتشرت في الأرض وصارت تحرق من قابلها فقصها على معبر فعبرها بأن ولدا له يحدث دولة قوية فتحققت الرؤيا في حفيده الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان المذكور فالمبتدع المذهب إنما هو محمد ولكنه نسب إلى أبيه عبد الوهاب فلما كبر محمد صار محترما عند أهل بلده بسبب هذه الرؤيا التي لا يعلم أنها كانت أم لا فأخبرهم أنه من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسمه كاسمه وأنه يدعو إلى توحيد الله تعالى وأن القرآن قديم يجب أتباعه دون الفروع المستنبطة وأن محمدا رسول الله وحبيبه ولكن لا ينبغي وصفه بأوصاف المدح والتعظيم إذ لا يليق ذلك إلا بالقديم وأن ذلك من قبيل الاشراك وأن الله تعالى حيث لم يرض بهذا الشرك أرسله ليهدي الناس إلى سواء السبيل فمن أجاب وإلا وجب قتله فأول أمره بين مذهبه سرا فاتبعه جماعة ثم سافر إلى الشام فلم يتبعه أحد فرجع إلى بلاد العرب بعد إن غاب عنها ثلاث سنين فاتبعه ابن
(٣٠)