(1) فهد من الإسلام حصنا ممنعا * وهدم للإيمان قصرا مشيدا وقمت ثقيل الخطو حتى كأنني * أجر بأغلال القيود مصفدا إذا انطلقت رجلي كبوت لوجهتي * لأني في نعماك أمس مقيدا ولم يدم قلبي يوم فقدك إننا * فقدنا أعز الناس مجدا وسؤددا وأحسن أهل الأرض خلقا ومنطقا * وأصدق من فيها وعيدا وموعدا وأعلاهم كعبا وأدناهم ندى * وأقربهم خطوا وأبعدهم مدى وأثبتهم رجلا إذا وقفوا على * مزل وأقواهم إذا بسطوا يدا وشخصا بأبراد الفضائل كاسيا * وسيفا على أهل الضلال مجردا وكعبة نسك حولها باب حطة * إليها ملوك الأرض تدخل سجدا ولكن شجاني أن شملا جمعته * معاذا له قد كاد أن يتبددا وأن عيون الشرك قرت بفادح * به ناظر التوحيد أمسى مسهدا أحين نضاك الدين سيفا مجردا * تعود بأطباق الصفايح مغمدا وفي حين أعلام الضلال خوافق * تنكسك الأقدار يا علم الهدى مضيت فكم أبكيت للعلم منبرا * وأوحشت من فقد العبادة مسجدا وكم صارخ لم يلف بعدك مصرخا * ومستنجد لم يلف بعدك منجدا وكم حازم يبكي الفضائل والنهى * وذي عيلة يبكي السماحة والندى أقام عليك المسلمون مآتما * بيوم أقام المسلمين وأقعدا ولم يندب الإسلام إلا لأنه * يخاف بأن تمسي فقيدا فيفقدا فيا علماء الدين هبوا لنصره * فإن قناه كاد أن يتقصدا ألا نهضة ملية تنسف الربى * وتقذف موج البحر بالدم مزبدا
(١١٠)