إليه، فرفسها برجله فكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن عليه السلام من بطنها ثم لطمها فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقف [نقفت] (2)، ثم أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر ثم قبضت.
فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه، فقالت: إما تضمن وإلا أوصيت إلى ابن الزبير، فقال علي عليه السلام: أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت: سئلتك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أنا مت أن لا يشهداني ولا يصليا علي، قال: فلك ذلك، فلما قبضت صلوات الله عليها دفنها ليلا في بيتها، الخ (3).
أقول: هذا الخبر ليس عندي في درجة اعتبار سائر الأخبار المذكورة إلا أنه لما كان العلامة المجلسي رحمه الله نقله في البحار أحببت أن لا أخلي كتابي منه فاقتديت به ونقلته منه وقولها صلوات الله عليها وإلا أوصيت إلى ابن الزبير أظن أن لفظة ابن زيد من النساخ وكان الأصل أوصيت إلى الزبير، هذا إذ صدق الظن، وأما إذ كان لفظ ابن صحيحا فالمراد به عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب أحد التسعة الهاشمية الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حنين وفر جميع أصحابه ولم يبق منه سوى هؤلاء وأيمن بن أم أيمن وكان عاشرهم، فقتل أيمن وبقي هؤلاء التسعة حتى تاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، من كان انهزم وكان رحمه الله شجاعا جريئا، قتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر.
وأما عبد الله بن زبير بن العوام فليس المراد به قطعا لأنه كان طفلا صغيرا غير قابل للإشارة والتوجه إليه فضلا عن أن توصي فاطمة صلوات الله عليها إليه، فإنه كانت ولادته في السنة الأولى من الهجرة وقيل في السنة الثانية في شوال كما قال ابن الأثير مع أنه كان منحرفا عن أهل البيت عليهم السلام، قال أمير المؤمنين عليه السلام ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشوم (4)، والله العالم.