بيت الأحزان - الشيخ عباس القمي - الصفحة ١٥٩
إليه، فرفسها برجله فكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن عليه السلام من بطنها ثم لطمها فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقف [نقفت] (2)، ثم أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر ثم قبضت.
فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه، فقالت: إما تضمن وإلا أوصيت إلى ابن الزبير، فقال علي عليه السلام: أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت: سئلتك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أنا مت أن لا يشهداني ولا يصليا علي، قال: فلك ذلك، فلما قبضت صلوات الله عليها دفنها ليلا في بيتها، الخ (3).
أقول: هذا الخبر ليس عندي في درجة اعتبار سائر الأخبار المذكورة إلا أنه لما كان العلامة المجلسي رحمه الله نقله في البحار أحببت أن لا أخلي كتابي منه فاقتديت به ونقلته منه وقولها صلوات الله عليها وإلا أوصيت إلى ابن الزبير أظن أن لفظة ابن زيد من النساخ وكان الأصل أوصيت إلى الزبير، هذا إذ صدق الظن، وأما إذ كان لفظ ابن صحيحا فالمراد به عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب أحد التسعة الهاشمية الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حنين وفر جميع أصحابه ولم يبق منه سوى هؤلاء وأيمن بن أم أيمن وكان عاشرهم، فقتل أيمن وبقي هؤلاء التسعة حتى تاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، من كان انهزم وكان رحمه الله شجاعا جريئا، قتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر.
وأما عبد الله بن زبير بن العوام فليس المراد به قطعا لأنه كان طفلا صغيرا غير قابل للإشارة والتوجه إليه فضلا عن أن توصي فاطمة صلوات الله عليها إليه، فإنه كانت ولادته في السنة الأولى من الهجرة وقيل في السنة الثانية في شوال كما قال ابن الأثير مع أنه كان منحرفا عن أهل البيت عليهم السلام، قال أمير المؤمنين عليه السلام ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشوم (4)، والله العالم.

(٢) قوله حين نقف: على بناء المجهول أي كسر من لطم اللعين: البحار.
(٣) الاختصاص ص ١٧٩ - 180.
(4) بهجة الآمال في شرح زبدة المقال ج 5 ص 227.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - ترجمة المؤلف: 5
2 2 - فهرس مؤلفاته رضوان الله تعالى عليه: 7
3 3 - وفات المؤلف (ره) ومدفنه وأولاده: 15
4 4 - مقدمة الكتاب وتسميته ببيت الأحزان في مصائب سيدة النسوان: 17
5 الباب الأول 5 - في ولادتها وأسمائها عليها السلام: 18
6 6 - في عدد أسمائها عليها السلام ووجه تسميتها وكناها: 24
7 الباب الثاني 7 - في فضلها وجلالتها وزهدها وعبادتها عليها السلام: 30
8 8 - في فضل فضة خادمتها عليها السلام: 41
9 9 - في فضيلتها وفضيلة شيعتها عليه السلام: 42
10 10 - في زهدها عليها السلام: 44
11 11 - في ما أخبر النبي صلى الله عليه وآله بظلم أهل البيت عليهم السلام: 47
12 12 - في حديث تزويج فاطمة لعلي عليهما السلام: 49
13 الباب الثالث 13 - في أخبار السقيفة وما جرى عليها بعد وفات أبيها من الظلم والأذى 55
14 14 - في طرف مما جرى في السقيفة: 61
15 15 - فيما كتب أبو بكر إلى أسامة بن زيد وجوابه: 74
16 16 - في عدم حضور الناس دفن رسول الله صلى الله عليه وآله: 76
17 17 - فيما أخذ عمر من بيعة الناس لأبي بكر: 78
18 18 - في امتناع علي عليه السلام بيعة أبي بكر: 81
19 19 - في كلام قاله أمير المؤمنين (ع) لابن عباس رضي الله عنه 89
20 20 - في إنكار اثنى عشر رجلا من المهاجرين والأنصار على أبي بكر: 94
21 21 - في ذكر خطبة خطبها أمير المؤمنين عليه السلام للناس: 97
22 22 - في رواية رواها ابن أبي الحديد: 100
23 23 - فيما قاله مالك ابن نويرة لأبي بكر وما خدع خالد: 102
24 24 - في عرض علي عليه السلام القرآن على الناس وما قالوا في جوابه: 106
25 25 - في إضرام النار على بيت فاطمة عليها السلام: 109
26 26 - في قصة بيت فاطمة وضربها واسقاط جنينها 114
27 27 - في إقبالها عليها السلام إلى قبر أبيها وما قالت: 117
28 28 - ما قاله عمر في كتاب عهد إلى معوية: 120
29 29 - في ما أخبر الله تعالى ليلة المعراج نبيه صلى الله عليه وآله بظلم ابنته: 122
30 30 - مقولة ابن الحديد في شرح النهج: 123
31 31 - في ذكر ما تأسفوا عليهم السلام على مصيبة فاطمة عليها السلام: 124
32 32 - في نقل كلام المسعودي في كتاب اثبات الوصية: 130
33 33 - في بعث أبي بكر من أخرج وكيل فاطمة عليها السلام من فدك: 133
34 34 - في احتجاج علي عليه السلام مع أبي في أمر فدك: 134
35 35 - التوطئة لقتل علي عليه السلام: 135
36 36 - في ذكر خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام: 141
37 35 - اشعار الشيخ الأزدي ره: 149
38 36 - أشعار فاطمة عليها السلام في مصيبة أبيها: 149
39 37 - في كلام أبي بكر للناس بعد مقولة فاطمة عليها السلام: 152
40 38 - نقل كلام للجاحظ: 154
41 39 - إقامة الشهود لطلب حقها عليها السلام: 157
42 40 - بعث زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فداء لأبي العاص زوجها: 160
43 41 - اشعار السيد الجزوعي: 161
44 42 - في كثرة حزنها وبكائها على أبيها " صلى الله عليه وآله ": 163
45 43 - اشعارها عند قبر أبيها " صلى الله عليه وآله ": 166
46 44 - بكاؤها عند ذكر استماع أبيها " صلى الله عليه وآله ": 168
47 45 - وصيتها لعلي عليه السلام: 169
48 46 - استيذان الشيخين لعيادتها عليها السلام: 171
49 47 - عيادة نساء المهاجرين والأنصار لها وما قالت في جوابهن: 173
50 48 - في وصيتها عليها السلام لعلي (ع) لا خفاء قبرها: 176
51 49 - سلامها سلام الله عليها على جبرئيل والنبي " صلى الله عليه وآله " حين موتها عليها السلام 178
52 50 - في كفنها وغسلها " عليها السلام " ليلا: 181
53 51 - في شكوى علي عليه السلام عند دفنها " عليها السلام ": 183
54 52 - في أن عمر أراد نبش قبرها " عليها السلام " ومنع علي عليه السلام عنه: 185
55 53 - مدة مكثها عليها السلام بعد أبيها: 189