مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٣
أدعية هذه الليلة الدعاء المأثور عن مولانا الحجة، أوله: اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين.. الخ، وهو دعاء شريف، سنذكره في صدر الباب السابع، ونبين الاهتمام به في جميع المواقع.
- ويشهد لما ذكرناه أيضا الدعاء المذكور في الإقبال، وزاد المعاد أوله: اللهم بحق ليلتنا هذه ومولودها (الخ،) ومن هذه العبارة تقدر على استفادة عظمة شأن تلك الليلة، فإياك أن يذهب عمرك فيها بالغفلة، وتترك فيها الخدمة، والدعوة للذي حصل ببركة ولادته ذاك الشأن لتلك الليلة.
- وينبغي لك أن تذكر قول مولانا الصادق (عليه السلام) في حقه: ولو أدركته لخدمته أيام حياتي مضافا إلى أن ذلك من أقسام الشكر لتلك النعمة السنية أعني ولادة مولانا الحجة، ومضافا إلى أنها ليلة عرض الأعمال، على ما ورد في بعض الروايات، وهو ما روي في مستدرك الوسائل.
ومنها: يوم النصف من شعبان ويشهد للاهتمام فيه بذلك الدعاء جميع ما ذكرناه آنفا مضافا إلى أن الاشتغال في هذا اليوم وتلك الليلة أسوة به صلوات الله عليه، فإنه قد دعى لذلك الأمر حين ولادته وهو ساجد، فقال: اللهم أنجز لي وعدي، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلا وقسطا.
ومنها: جميع شهر رمضان خصوصا لياليه لأنه شهر لدعاء أفضل الدعوات ولذلك ورد الأمر، والاهتمام منه، عجل الله تعالى فرجه، بدعاء الافتتاح، في ليالي هذا الشهر، فلا تغفل عنه فإنه دعاء نفيس شريف جدا. جامع لمطالب الدنيا والآخرة.
- ويؤيد ذلك أيضا ما رواه رئيس المحدثين، شيخنا الصدوق، رحمة الله تعالى عليه، في كتاب فضائل شهر رمضان بإسناده: عن الرضا (عليه السلام)، في ذكر فضائل شهر رمضان قال:
الحسنات في شهر رمضان مقبولة، والسيئات فيه مغفورة، من قرأ في شهر رمضان آية من كتاب الله عز وجل كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور، ومن ضحك فيه في وجه أخيه المؤمن لم يلقه يوم القيامة إلا ضحك في وجهه وبشره بالجنة، ومن أعان فيه مؤمنا أعانه الله تعالى على الجواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن كف فيه غضبه، ومن أغاث فيه ملهوفا آمنه الله من الفزع الأكبر يوم القيامة، ومن نصر فيه مظلوما، نصره الله على كل من
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»