- وأما الثاني فهو ما روي في البحار (1) عن تفسير العياشي عن الفضل بن أبي قرة قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيولد لك فقال لسارة فقالت: أألد وأنا عجوز فأوحى الله إليه أنها ستلد ويعذب أولادها أربعمائة سنة بردها الكلام علي قال فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون أن يخلصهم من فرعون، فحط عنهم سبعين ومائة سنة.
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام) هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا فأما إذا لم تكونوا فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه، انتهى.
أقول: قد مر ما يتعلق بشرح هذا الحديث في الباب السابق، ويدل على المقصود أيضا الترغيب بقراءة دعاء العهد، المروي (2) عن الصادق (عليه السلام) أربعين صباحا فلا تغفل.
ومنها: شهر المحرم، وكل يوم وقع فيه ظلم من الأعداء على الأئمة النقباء فإن إيمان المؤمن ووده لهم وحزنه عليهم يبعثه على المطالبة بذحولهم، وأوتارهم، وظلامتهم وذلك لا يتيسر في مثل هذه الأزمان إلا بمسألة تعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان كما لا يخفى.
تتميم نفعه عميم إعلم أنه كما يتأكد الدعاء بتعجيل فرج مولانا الحجة (عليه السلام) في أزمنة مخصوصة كذلك يتأكد في أمكنة مخصوصة إما للتأسي به (عليه السلام) أو لرواية ذلك عن الأئمة الكرام أو لاعتبارات عقلية مقبولة عند أولي الأفهام.
فمنها: المسجد الحرام، ويشهد لذلك مضافا إلى أنه من مظان الإجابة فينبغي الاهتمام فيه بما علم أهميته عند الله عز وجل، وعند أوليائه، وعرف أعمية نفعه لأحبائه: دعاؤه لذلك في ذاك المقام.
- فقد روى الشيخ الصدوق في كمال الدين (3) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري (رضي الله عنه) قال: سألت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) فقلت له أرأيت صاحب هذه الأمر؟ فقال نعم وآخر عهدي به عند بيت الله