ومنها: إن هذا يوم أنعم الله عليه، بأن دحى الأرض (1) لتعيشه، وسكناه، وتلذذه، وانتفاعه بما يهواه من صنوف ما يخرج من الأرض، وما ينزل إليها، ويعيش فيها، وإذا علم أن جميع ذلك إنما هو ببركة مولاه، كما نبهنا عليه في الباب الثالث، حتم على نفسه التشكر له بالدعاء، لأنه الواسطة في تنعمه بهذه النعماء، ولم يتسامح في ذلك.
ومنها: إنه قد ورد الحث والترغيب في هذا اليوم على الاشتغال بذكر الله عز وجل ولا ريب أن الاشتغال بالدعاء في حق مولانا صاحب الزمان من أفضل مصاديق ذلك العنوان.
ومن الأوقات التي يتأكد فيها ذلك يوم عاشوراء:
- ويدل عليه الدعاء المروي في الإقبال (2) والمزار وزاد المعاد (3) عن الصادق (عليه السلام) رواه عبد الله بن سنان (رضي الله عنه) وأوله: اللهم عذب الفجرة الذين شاقوا رسولك. الخ، والسر في ذلك أن في مثل هذا اليوم ورد ما ورد من المصائب والبلاء على مولانا سيد الشهداء وقد وعد الله عز وجل أن ينتقم من ظالميه بمولانا القائم عجل الله فرجه، كما نطقت به الروايات فإذا تذكر المؤمن في هذا اليوم لمصائب الإمام المظلوم، وعلم أن الله تعالى قد قدر لذلك منتقما، بعثه إيمانه ووده على الدعاء، وطلب ظهور ذلك المنتقم من سلطان السماء ولذا ورد هذا السؤال في الدعاء المذكور بهذا المنوال.
ومن هنا قلنا في الباب السابق: إن الداعي لهذا الأمر الجليل يدرك به ما لا يحصي ثوابه إلا الله تعالى، وهو طلب ثار مولانا المظلوم الشهيد صلوات الله وسلامه عليه.
ومنها: ليلة النصف من شعبان لأنها مولد صاحب الزمان (عليه السلام)، فينبغي أن يشتغل بالدعاء له أهل الإيمان وقد ورد في الروايات أن هذه الليلة يستجاب فيها الدعوات.
قلت: قد بينا سابقا أن ذلك الدعاء أهم الدعوات عند ذوي العقول، فينبغي لهم أن يقدموه في أوقات الإجابة على كل مأمول ويؤيد ما قلنا إن صاحب جمال الصالحين ذكر في