مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٢
يسأل فيها أهم المهمات وينبغي الاهتمام بذلك في سجدة الشكر بالخصوص التفاتا إلى ما أنعم الله به علينا ببركة مولانا صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ونظرا إلى أن الدعاء لولي النعم، والواسطة فيها، من أهم أصناف الشكر، كما بينا في الباب السابق ويشهد لما قلناه ورود ذلك في خصوص سجدة الشكر.
- فقد ذكر في تحفة الأبرار، نقلا عن المقنعة للشيخ المفيد رحمه الله عند ذكر ما يقال فيها هذا الدعاء: اللهم إليك توجهت وبك اعتصمت وعليك توكلت.
اللهم أنت ثقتي ورجائي، فاكفني ما أهمني وما لم يهمني وما أنت أعلم به مني عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم " الخبر ".
هذا مضافا إلى التأسي به صلوات الله وسلامه عليه، فقد ورد في صريح الأخبار أن مولانا الغائب عن الأبصار دعا لهذا الأمر في حال السجود، حين ولادته وهذا مما يدل على أهميته وتعليمه لمحبيه وشيعته.
- روى رئيس المحدثين في كتاب كمال الدين (1) بإسناده عن حكيمة، في حديث طويل، إلى أن قالت: وإذا أنا بها وعليها من النور ما غشى بصري، وإذا أنا بالصبي عليه وعلى آبائه السلام ساجدا لوجهه، جاثيا على ركبتيه رافعا سبابتيه، وهو يقول: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأن جدي محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأن أبي أمير المؤمنين " ثم عد إماما إماما إلى أن بلغ نفسه ثم قال (عليه السلام)، " اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلا وقسطا ".. الخبر.
ومنها: في سجدة الشكر بعد الركعة الرابعة من صلاة الليل.
- فقد ذكر بعض علمائنا في كتاب آداب صلاة الليل، من آدابها أن يقال في السجدة بعد الركعة الرابعة: ما شاء الله مائة مرة، ثم يقال " يا رب أنت الله ما شئت من أمر يكون، فصل على محمد، وآل محمد، واجعل لي فيما تشاء، أن تعجل فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وعجل فرجي وفرج إخواني، مقرونا بفرجهم وتفعل بي ما أنت أهله ".
ومنها: كل صباح ومساء ويشهد لذلك العقل، والنقل. أما الأول فلا ريب عند العاقل العارف في حسن الاهتمام بذلك أداء لبعض ما يجب مراعاته من حقوقه عليه الصلاة

1 - كمال الدين: 2 / 428 باب 42 ذيل ح 2.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»