مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٨
ومنها: اليوم الحادي والعشرون منه، خصوصا بعد أداء فريضة الصبح:
- ويدل على ذلك ما رواه السيد الأجل علي بن طاووس (رضي الله عنه) في الإقبال (1) بالإسناد عن حماد بن عثمان، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان، فقال لي يا حماد، اغتسلت؟ قلت: نعم جعلت فداك، فدعا بحصير، ثم قال: إلى لزقي فصل، فلم يزل يصلي، وأنا أصلي إلى لزقه، حتى فرغنا من جميع صلاتنا، ثم أخذ يدعو، وأنا أؤمن على دعائه، إلى أن اعترض الفجر فأذن، وأقام، ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم وصلى بنا الغداة، فقرأ بفاتحة الكتاب، وإنا أنزلناه في ليلة القدر في الأولى، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد.
فلما فرغنا من التسبيح، والتحميد، والتقديس، والثناء على الله تعالى والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله)، والدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأولين والآخرين، خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس، ساعة طويلة.
ثم سمعته يقول: لا إله إلا أنت مقلب القلوب والأبصار لا إله إلا أنت خالق الخلق بلا حاجة فيك إليهم، لا إله إلا أنت مبدئ الخلق لا ينقص من ملكك شئ، لا إله إلا أنت باعث من في القبور، لا إله إلا أنت مدبر الأمور، لا إله إلا أنت ديان الدين، وجبار الجبابرة، لا إله إلا أنت مجري الماء في الصخرة الصماء لا إله إلا أنت مجري الماء في النبات، لا إله إلا أنت مكون طعم الثمار لا إله إلا أنت محصي عدد القطر وما تحمله السحاب، لا إله إلا أنت محصي عدد ما تجري به الرياح في الهواء، لا إله إلا أنت محصي ما في البحار من رطب ويابس، لا إله إلا أنت محصي ما يدب في ظلمات البحار، وفي أطباق الثرى.
أسألك باسمك الذي سميت به نفسك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، وأسألك بكل اسم سماك به أحد من خلقك، من نبي أو صديق، أو شهيد، أو أحد من ملائكتك وأسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وأسألك بحقك على محمد وآل محمد، وأهل بيته صلواتك عليهم وبركاتك، وبحقهم الذي أوجبته على نفسك، وأنلتهم به فضلك، أن تصلي على محمد عبدك، ورسولك الداعي إليك بإذنك، وسراجك الساطع بين عبادك في أرضك وسمائك وجعلته رحمة للعالمين ونورا استضاء به

1 - الإقبال: 200.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»