مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩
الجمعة، فيه دلالة على المطلوب، وهو هذا: اللهم بحق هذا الدعاء وبحق هذه الأسماء، التي لا يعلم تفسيرها ولا يعلم باطنها غيرك، افعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، وانتقم لي من ظالمي، وعجل فرج آل محمد وهلاك أعدائهم من الجن والإنس، واغفر لي ما تقدم من ذنبي، وما تأخر ووسع علي من حلال رزقك، واكفني مؤنة إنسان سوء، وشيطان سوء إنك على كل شئ قدير، والحمد لله رب العالمين.
ويدل على تأكد الدعاء له (عليه السلام) في يوم الجمعة ورود دعاء الندبة فيه، وفي العيدين، ونذكره إن شاء الله تعالى، في الباب الآتي ولعل المتتبع في كتب الأخبار المروية عن الأئمة الأطياب يطلع على شواهد أخر لهذا الباب، والله الهادي إلى نهج الصواب.
تكميل إعلم أن ليوم الجمعة اختصاصا وانتسابا إلى مولانا الحجة (عليه السلام) من وجوه عديدة، تقتضي الاهتمام فيه بالدعاء له (عليه السلام) قد ذكرناها في كتاب أبواب الجنات في آداب الجمعات ونشير إليها في هذا الكتاب، تذكرة لأولي الألباب:
الأول: وقوع ولادته فيه.
الثاني: انتقال الإمامة إليه.
الثالث: وقوع ظهوره فيه.
الرابع: استيلاؤه فيه على أعدائه.
الخامس: إنه يوم أخذ العهد والميثاق له ولآبائه الأطهار.
السادس: إنه يوم خصه الله تعالى بلقب القائم (عليه السلام).
السابع: إنه من جملة ألقابه الشريفة وقد ذكرنا هناك وجوها أخرى من أرادها فليرجع إلى ذلك الكتاب.
ومن الأوقات التي يتأكد فيها الدعاء له (عليه السلام) وطلب ظهوره، وفرجه صلوات الله عليه يوم النيروز، ويدل عليه رواية المعلى بن خنيس، المذكورة في البحار (1) وزاد المعاد (2) ويستفاد تأكد ذلك فيه من مواقع عديدة من الرواية المذكورة يعرفها المتفطن إن شاء الله تعالى فراجع

1 - البحار: 52 / 308 باب 26 ذيل 84.
2 - زاد المعاد: 523 أعمال النوروز.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»