مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٧٨
تهذيب النفس التاسع والخمسون تهذيب النفس من الصفات الخبيثة وتحليتها بالأخلاق الحميدة وهذا الأمر واجب في كل زمان، لكن تخصيصه بالذكر في وظائف زمن غيبة ولي العصر عجل الله تعالى فرجه لأجل أن درك فضيلة صحبته والكون في جملة أصحابه منوط بذلك.
- لما رواه النعماني (1) (رضي الله عنه) بإسناده عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم (عليه السلام) بعده، كان له من الأجر مثل أجر من أدركه. فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة.
أقول: في هذا الحديث دلالة على اشتراط الفوز بثواب الانتظار بملازمة الورع ومحاسن الأخلاق وقد مر في ما مضى ما يؤيده.
الاتفاق والاجتماع على نصرته (عليه السلام) المكمل ستين الاتفاق والاجتماع على نصرته فإن في الاجتماع تأثيرا لا يكون في الانفراد وإن كانت النصرة وظيفة لكل من الأفراد قال الله (2) * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * الآية فإن الإمام هو حبل الله المتين بين عباده في كل زمان من الأزمنة، والاعتصام به لا يحصل إلا بموالاته ونصرته.
- وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: أيها الناس لو لم تخاذلوا عن نصر الحق ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يطمع فيكم من ليس مثلكم ولم يقو من قوي عليكم، لكنكم تهتم متاه بني إسرائيل ولعمري ليضعفن عليكم التيه من بعدي أضعافا بما خلفتم الحق وراء ظهوركم الخ.
- وفي التوقيع (3) الرفيع الصادر إلى الشيخ المفيد رحمه الله تعالى من الناحية

١ - غيبة النعماني: ١٠٦.
٢ - آل عمران: ١٠٣.
3 - البحار: 53 / 177.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»