مصانعة أهل الجور والباطل السابع والخمسون مصانعة أهل الجور والباطل - ففي البحار (1) عن كشف الغمة من طريق العامة عن حذيفة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه فإذا أراد الله عز وجل أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فساد. فقال (صلى الله عليه وآله) يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يجري الملاحم على يديه ويظهر الإسلام لا يخلف وعده وهو سريع الحساب.
- وفي تحف العقول (2) في وصايا الصادق لمؤمن الطاق قال (عليه السلام) يا بن النعمان إذا كانت دولة الظلم فامش واستقبل من تتقيه بالتحية، فإن المتعرض للدولة قاتل نفسه وموبقها، إن الله يقول * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) *.
- وفي النعماني (3) بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: كونوا كالنحل في الطير ليس الشئ من الطير إلا وهو يستضعفها ولو علمت الطير ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك، خالطوا الناس بألسنتكم، وأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم.
فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون، حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتى يسمي، بعضكم بعضا كذابين، وحتى لا يبقى منكم أو قال: من شيعتي (إلا) كالكحل في العين، أو كالملح في الطعام وسأضرب لكم مثلا، وهو مثل رجل كان له طعام فنقاه وطيبه، ثم أدخله بيتا، وتركه فيه ما شاء الله، ثم عاد إليه فإذا هو أصابه السوس، فأخرجه ونقاه وطيبه، ثم أعاده إلى البيت، فتركه ما شاء الله ثم عاد إليه، فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس، فأخرجه ونقاه وطيبه، وأعاده ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئا وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئا.