مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥
في التجافي عن الاشتهار الثامن والخمسون الاختفاء والتجافي عن الاشتهار فإن الشهرة آفة والخمول راحة - وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) في حديث قال: إن استطعت أن لا يعرفك أحد فافعل.
- وفي كمال الدين (1) بسند صحيح عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، يا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله فيقول عبيدي وإمائي آمنتم بسري، وصدقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وإمائي، حقا منكم أتقبل وعنكم أعفو ولكم أغفر وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء لولاكم لأنزلت عليهم عذابي.
قال جابر: فقلت: يا بن رسول الله ما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان قال (عليه السلام) حفظ اللسان ولزوم البيت.
- وفي نهج البلاغة (2) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: وذلك زمان لا ينجو فيه إلا كل مؤمن نومة، إن شهد لم يعرف، وإن غاب لم يفتقد أولئك مصابيح الهدى، وأعلام السرى، ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر، أولئك يفتح الله لهم أبواب رحمته ويكشف عنهم ضراء نقمته، أيها الناس سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الإناء بما فيه (الخ).
قال السيد الرضي قوله (عليه السلام) كل مؤمن نومة، فإنما أراد الخامل الذكر القليل الشر، والمساييح جمع مسياح، وهو الذي إذا سمع لغيره بفاحشة أذاعها، ونوه بها، والبذر جمع بذور، وهو الذي يكثر سفهه، ويلغو منطقه.
- وفي النعماني (3) عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال: خبر تدريه خير من عشر ترويه، إن لكل حق حقيقة، ولكل صواب نورا ثم قال: إنا والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يلحن له، فيعرف اللحن. إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال على منبر الكوفة: إن من ورائكم فتنا مظلمة، عمياء منكسفة، لا ينجو منها إلا النومة. قيل: يا أمير المؤمنين وما النومة قال (عليه السلام): الذي يعرف الناس

1 - كمال الدين: 2 / 303 باب 32 ذيل 15.
2 - نهج البلاغة: 149 خطبة 103.
3 - غيبة النعماني: 70.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»