- وفيه (1) بإسناده عن زين العابدين (عليه السلام) قال: لوددت أن تركت فكلمت الناس ثلاثا، ثم قضى الله في ما أحب، ولكن عزمة من الله أن يصبر، ثم تلا هذه الآية * (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) *.
- وفيه (2) عنه (عليه السلام) في حديث يأتي في المرابطة إن شاء الله، إلى أن قال: ويرابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة، المذكورة في محلها، وبالجملة فحال المؤمن في البليات ما ذكر في الديوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام):
إذا زيد شرا زاد صبرا كأنما * هو المسك ما بين الصلابة والفهر لأن فتيت المسك يزداد طيبه على * السحق والحر اصطبارا على الشر تنبيه قد تبين مما ذكرنا أن الصبر في زمان غيبة الإمام (عليه السلام) على أقسام فمنها الصبر على طول الغيبة بأن لا يكون من المستعجلين، الذين تقسو قلوبهم بسبب طول الغيبة فيرتابون في أمر الإمام (عليه السلام)، وقد مر هذا العنوان في الأمر الثاني والعشرين فراجع.
ومنها الصبر على ما يصيب المؤمن من أذى المخالفين واستهزائهم وتكذيبهم ونحوها.
ومنها الصبر على أقسام البلايا والمحن الواردة التي ذكر بعضها في الآية الشريفة في قوله تعالى * (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع) * (الخ).
ومنها الصبر على ما يرى من ابتلاء المؤمنين بالمعاندين وإيذاء المعاندين لهم إذا لم يتمكن من استخلاصهم والمدافعة عنهم فإن وظيفته حينئذ الصبر والدعاء إلى غير ذلك من الأقسام التي يقف عليها المؤمن عند ابتلائه.