مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٤
اللهم احفظ إمام المسلمين بحفظ الإيمان وانصره نصرا عزيزا، وافتح له فتحا يسيرا، واجعل له وليا من لدنك سلطانا نصيرا.
اللهم العن فلانا وفلانا والفرق المختلفة على رسولك، وولاة الأمر بعد رسولك والأئمة من بعده وشيعتهم، وأسألك الزيادة من فضلك والإقرار بما جاء به من عندك، والتسليم لأمرك، والمحافظة على ما أمرت به لا أبتغي به بدلا، ولا أشتري به ثمنا قليلا.
اللهم اهدني فيمن هديت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، ولا يذل من واليت تباركت وتعاليت، سبحانك رب البيت، تقبل مني دعائي، وما تقربت به إليك من خير فضاعفه لي أضعافا كثيرة وآتنا من لدنك أجرا عظيما رب ما أحسن ما أبليتني، وأعظم ما أعطيتني، وأطول ما عافيتني، وأكثر ما سترت علي فلك الحمد يا إلهي كثيرا طيبا مباركا عليه ملء السماوات، وملء الأرض وملء ما يشاء ربي كما يحب ويرضى وكما ينبغي لوجه ربي ذي الجلال والإكرام.
أقول: ويشهد لما ذكرنا أيضا دعاء العهد، الذي يأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثامن من هذا الكتاب، ويؤيده أيضا ما مر من الدعاء للفرج بعد صلاة الصبح فتدبر، ويؤيده أيضا ما ورد من عرض الأعمال (1) كل صباح ومساء على الأئمة (عليهم السلام) ودعائهم لشيعتهم في هذا الحال، فينبغي للمؤمن أيضا الاشتغال بالدعاء في حق الإمام، والروايات كثيرة مذكورة في الكافي والبصائر (2) والبرهان (3) وغيرها من كتب علمائنا الأعلام.
ويؤيده أيضا ما ورد من الحث على الذكر والدعاء عند الأصباح والامساء فإن ذلك الدعاء، من أفضل أصناف الدعاء، لما نبهنا عليه فيما مضى من هذا الكتاب والله الهادي إلى نهج الصواب.
ومنها: الساعة الأخيرة من كل يوم فإن النهار ينقسم إلى اثنتي عشرة قسمة وكل قسمة تسمى ساعة وكل ساعة منها منسوبة إلى واحد من الأئمة (عليهم السلام) وفيها دعاء مختص بها، في التوسل والاستشفاع بالإمام الذي تنسب تلك الساعة إليه وقد ذكرها علماؤنا الأخيار في كتبهم الموضوعة لذكر أعمال الليل والنهار وذكروا أن الساعة الأخيرة مختصة بالإمام الغائب

١ - أصول الكافي: ١ / ٢١٩ باب عرض الأعمال على النبي (ص).
٢ - البصائر: ٤٢٤ باب ٤ جزء ٩.
٣ - البرهان: ٢ / 157، سورة التوبة: 105.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»