مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٧
ومنها: يوم الجمعة في جميع ساعاته عموما، وخصوصا بعد صلاة الغداة، وعند الزوال، وعند الرواح إلى المسجد، وبعد صلاة العصر، وفي قنوت صلاة الظهر منه وفي قنوت صلاة الجمعة، وفي خطبة صلاة الجمعة، وفي آخر ساعة من يوم الجمعة ويشهد لما ذكرناه ورود الدعاء في حقه في تلك الأوقات عن الأئمة الهداة.
- أما بعد صلاة الغداة فقد روى في البحار (1) دعاء طويلا قد ذكرناه في كتابنا المسمى بأبواب الجنات في آداب الجمعات وهو دعاء شريف ينبغي المداومة عليه ومحل الشاهد منه قوله " اللهم وكن لوليك في خلقك وليا وحافظا وقائدا وناصرا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه منها (2) طويلا وتجعله وذريته فيها الأئمة الوارثين واجمع له شمله وأكمل له أمره وأصلح له رعيته وثبت ركنه وأفرغ النصر (3) منك عليه حتى ينتقم فيشتفي ويشفي حزازات (4) قلوب نغلة وحرارات صدور وغرة وحسرات أنفس ترحة، من دماء مسفوكة، وأرحام مقطوعة، وطاعة مجهولة، قد أحسنت إليه البلاء، ووسعت عليه الآلاء، وأتممت عليه النعماء، في حسن الحفظ منك له.
اللهم اكفه هول عدوه وأنسهم ذكره وأرد من أراده، وكد من كاده، وامكر بمن مكر به، واجعل دائرة السوء عليهم "، إلى آخر الدعاء وفي آخره: " اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم تقول ذلك ألف مرة إن استطعت ".
أقول قد قدمنا بشهادة الروايات، أن فرجهم (عليهم السلام) بل فرج جميع أولياء الله إنما يكون بفرجه وظهوره، صلوات الله عليه فيتم المطلوب، مضافا إلى ما قدمنا من استحباب، أن يقال بعد صلاتي الصبح والظهر في كل يوم: اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
وأما عند الزوال فيشهد له ما روينا في المكرمة الثالثة والعشرين وهو حديث شريف، يشتمل على دعاء خاتم النبيين والأئمة المعصومين (عليهم السلام).
وأما عند الرواح إلى المسجد فورد فيه ما يستحب أن يقال في العيدين عند الرواح، وهو

1 - البحار: 102 / 322.
2 - في نسخة ثانية: فيها.
3 - في نسخة ثانية: البصر.
4 - في الصحاح الحزازة: وجع في القلب من غيظ ونحوه وقال نغل قلبه علي: أي ضغن وقال الوغرة شدة توقد الحر وقال الترح ضد الفرح كذا في البحار (لمؤلفه).
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»