مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٣
والسلام، وليزين به صحيفة أعمال يومه وليلته الحفظة الكرام ألا ترى العبيد والخدام كيف يحضرون عند مواليهم وساداتهم في كل صبيحة وعشية إظهارا للخدمة، وشكرا للنعمة.
فنحن أحق بذلك لأنا نعلم أن جميع ما أنعم الله عز وجل به علينا من أصناف النعم، وصنوف الإحسان، إنما هو ببركة مولانا صاحب الزمان. كما أثبتنا لك ذلك بواضح البرهان فينبغي لك أن تحضر نفسك بجميع أركان وجودك في كل صباح ومساء بحضرته، وتعلم أنك بمرأى منه ومسمع، وهو يراك، وإن لم تكن تراه، ويهتم بأمر من يحبه ويهواه.
- كما نطق بذلك كتابه (1) إلى الشيخ المفيد (رضي الله عنه) حيث قال في جملة كلام له (عليه السلام): وإنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء، واصطلمكم الأعداء.. الخ، فافتح مسامع قلبك تهيأ لخدمته، وأطع أمره الذي أمرك به إجابة لدعوته، فقد أمر أولياءه بذلك، فيما قدمناه من الباب السابق بقوله (عليه السلام): وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم.. الخ، وفيما ذكرناه كفاية والله تعالى ولي الهداية.
- وأما الثاني: فلورود ذلك في دعاء مخصوص بكل صباح ومساء، عن مولانا الصادق (عليه السلام) فقد روى ثقة الإسلام الكليني رحمه الله تعالى في أصول الكافي (2) بإسناده عن فرات بن الأحنف عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مهما تركت من شئ فلا تترك أن تقول في كل صباح ومساء اللهم إني أصبحت أستغفرك في هذا الصباح، وفي هذا اليوم لأهل رحمتك، وأبرأ إليك من أهل لعنتك.
اللهم إني أصبحت أبرأ إليك في هذا اليوم، وفي هذا الصباح ممن نحن بين ظهرانيهم من المشركين، ومما كانوا يعبدون، أنهم كانوا قوم سوء فاسقين.
اللهم اجعل ما أنزلت من السماء إلى الأرض في هذا الصباح وفي هذا اليوم بركة على أوليائك، وعقابا على أعدائك اللهم وال من والاك، وعاد من عاداك.
اللهم اختم لي بالأمن والإيمان، كلما طلعت شمس أو غربت.
اللهم اغفر لي ولوالدي، وارحمهما كما ربياني صغيرا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم إنك تعلم منقلبهم ومثواهم.

١ - الاحتجاج: ٢ / ٣٢٣.
٢ - أصول الكافي: ٢ / 529 باب القول عند الأصباح والامساء ح 23.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»