مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٩
وأسألك باسمك الفرد الواحد، المتفرد بالوحدانية، المتوحد بالصمدانية وأسألك باسمك الذي فجرت به الماء من الصخرة الصماء، وسقته من حيث شئت.
وأسألك باسمك الذي خلقت به خلقك، ورزقتهم كيف شئت، وكيف تشاء (1) يا من لا تغيره الأيام والليالي، أدعوك بما دعاك به نوح حين ناداك، فأنجيته ومن معه وأهلكت قومه.
وأدعوك بما دعاك به إبراهيم خليلك حين ناداك، فأنجيته، وجعلت عليه النار بردا وسلاما.
وأدعوك بما دعاك به موسى كليمك حين ناداك ففرقت له البحر، فأنجيته وبني إسرائيل، وأغرقت فرعون وقومه في اليم.
وأدعوك بما دعاك به عيسى روحك حين ناداك فنجيته من أعدائه وإليك رفعته.
وأدعوك بما دعاك به حبيبك وصفيك ونبيك محمد (صلى الله عليه وآله) فاستجبت له، ومن الأحزاب نجيته، وعلى أعدائك نصرته.
وأسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت، يا من له الخلق والأمر، يا من أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا.
يا من لا تغيره الأيام والليالي ولا تتشابه عليه الأصوات، ولا تخفى عليه اللغات ولا يبرمه إلحاح الملحين أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، خيرتك من خلقك فصل عليهم بأفضل صلواتك وصل على جميع النبيين والمرسلين، الذين بلغوا عنك الهدى وعقدوا لك المواثيق بالطاعة، فصل على عبادك الصالحين.
يا من لا يخلف الميعاد، أنجز لي ما وعدتني، واجمع لي أصحابي، وصبرهم وانصرهم على أعدائك وأعداء رسولك ولا تخيب دعائي فإني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، أسير بين يديك.
سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام، وتفضلت به علي دون كثير من خلقك، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجز لي ما وعدتني، إنك أنت الصادق، لا تخلف الميعاد، وأنت على كل شئ قدير.
- التاسع: ما نقله صاحب المستدرك (2) من كتاب الذكرى للشيخ الشهيد، قال: واختار

١ - في نسخة ثانية: شاءوا.
٢ - المستدرك: ١ / 319 ح 8.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»