مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢١
وتقبل التوبة، وتشفي السقيم، وتعفو عن المذنب، لا يجزي بآلائك أحد، ولا يحصي نعماءك قول قائل.
اللهم إليك رفعت الأبصار، ونقلت الأقدام، ومدت الأعناق، ورفعت الأيدي ودعيت بالألسن، وإليك سرهم ونجواهم في الأعمال، ربنا اغفر لنا وارحمنا، وافتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين.
اللهم إليك نشكو فقد نبينا، وغيبة ولينا، وشدة الزمان علينا، ووقوع الفتن بنا، وتظاهر الأعداء علينا، وكثرة عدونا وقلة عددنا، فافرج ذلك يا رب عنا بفتح منك تعجله، ونصر منك تعزه، وإمام عدل تظهره، إله الحق آمين رب العالمين ثم تقول سبعين مرة: أستغفر الله ربي وأتوب إليه.
أقول: قد ذكرنا الدعاء برواية السيد الأجل لكونه أتم وأكمل.
- الثاني عشر: ما رواه السيد الأجل في كتاب (1) جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع، عن مقاتل بن مقاتل (2) قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام) أي شئ يقولون في قنوت صلاة الجمعة؟ قال: قلت: ما يقول الناس. فقال (عليه السلام) لي: لا تقل كما يقولون، ولكن قل: اللهم أصلح عبدك وخليفتك بما أصلحت به أنبياءك ورسلك، وحفه بملائكتك، وأيده بروح القدس من عندك، وأسلكه من بين يديه ومن خلفه رصدا يحفظونه من كل سوء، وأبدله من بعد خوفه أمنا، يعبدك لا يشرك بك شيئا، ولا تجعل لأحد من خلقك على وليك سلطانا، وائذن له في جهاد عدوك وعدوه، واجعلني من أنصاره، إنك على كل شئ قدير.
أقول: قد ظهر من الروايات المذكورة تأكد الدعاء لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) في مطلق القنوتات، لكونها من الحالات التي يرجى فيها استجابة الدعوات، ولا سيما قنوت الجمعة، والوتر، والفجر. وفقنا الله تعالى لذلك ورزقنا به عظيم الأجر.
ومن الحالات: التي يتأكد فيها ذلك أيضا حال السجود للخالق المعبود لأنها أقرب الحالات إلى قاضي الحاجات كما نطقت به الروايات، عن الأئمة السادات فينبغي للعبد أن

١ - جمال الأسبوع: ٢٥٦.
2 - أقول يستفاد من هذا الحديث أن مقاتل بن مقاتل لم يكن واقفيا ويدل عليه أيضا رواية أخرى مذكورة في كتاب الرجال الكبير فتدبر (لمؤلفه رضوان الله تعالى عليه).
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»