مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٨٢
اللهم إنا نعوذ بك من الضلالة بعد الهداية، فأعذنا يا رب بحق أوليائك المقربين آمين رب العالمين.
العاشر: قد توجب قلة الصبر والعجلة في الأمر العزم القلبي بأنه لو لم يقع إلى الوقت الفلاني لأنكره وكفر به وهذا يدخله في زمرة الشاكين الهالكين فإن هذا ناشئ من أحد أمرين:
إما الشك في صدق أقوال الأئمة (عليهم السلام) نعوذ بالله تعالى.
وإما الشك في صدق الرواة الثقات، الذين أمرنا الأئمة (عليهم السلام) بتصديقهم فيما أدوا عن الأئمة (عليهم السلام).
- وقد ورد في التوقيع الشريف الوارد على القاسم ابن العلا المروي في جملة من الكتب المعتبرة، كالوسائل (1) وغيره ما هذا لفظه: لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديه ثقاتنا، قد عرفوا بأنا نفوضهم سرنا ونحملهم إياه إليهم، الحديث.
وفي معناه روايات كثيرة.
الحادي عشر: قد يوجب ذلك الشك في صدق سائر الأخبار المروية عن الأئمة (عليهم السلام) أوردها زعما من العجول الذي لم يبن اعتقاده على أساس قويم، وأصل ثابت أن الأخبار الصادرة في الوعد بالفرج والظهور غير صادقة، من حيث الشك في الراوي أو المروي عنه، ومقايسة لسائر الأخبار المروية عنهم في سائر الأمور من الثواب والعقاب، والوعد والوعيد، وغيرها على تلك الأخبار فيدخل بذلك في زمرة الضالين والكفار نعوذ بالله تعالى.
الثاني عشر: قد يستهزئ الشخص العجول بسبب عدم اعتقاده أو شكه، المسبب عن قلة صبره، وضيق صدره، بالمؤمنين الموقنين المنتظرين للفرج والظهور، فيكون بذلك مستهزئا بالله عز وجل، وبأوليائه (عليهم السلام).
ولا ريب في كفر هذا المستعجل، وعناده لله تعالى شأنه. * (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون) * وسبيله سبيل قوم نوح، الكافرون الذين قال الله تعالى فيهم: * (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) *.
الثالث عشر: قد يوجب الاستعجال السخط على الخالق المتعال وعدم الرضا بقضائه

1 - الوسائل: 18 / 108 ح 40.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»