مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
والدخول في زمرة أولياء الشيطان.
- وقد قال أئمتنا في جملة من الروايات: إن الله تعالى لو علم أن أولياءه يرتابون ما غيب عنهم حجته طرفة عين والروايات مذكورة في كمال الدين وغيبة النعماني (1) وغيرهما من كتب الأخبار.
والخامس: ما يوجب الاعتراض على الله تعالى في قضائه وقدره. والاعتراض على الإمام في تأخيره للظهور، فيقول: لم لا يظهر؟ ونحو ذلك، فيكون المستعجل فيه بسبب اعتراضه تابعا للشيطان، حيث اعترض على أمر الله له بالسجود لآدم، فقال: * (أأسجد لمن خلقت طينا) * وقد قال الله * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله..) * الآية.
- وروى الكليني (2) بإسناد صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثم قالوا لشئ صنعه الله أو صنعه رسول الله (عليه السلام) ألا صنع خلاف الذي صنع؟ أو وجدوا ذلك في قلوبهم، لكانوا بذلك مشركين ثم تلا (عليه السلام) هذه الآية * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليكم بالتسليم.
والسادس: قد توجب العجلة نفي الحكمة عن الغيبة وهذا في الحقيقة إنكار لعدل الله تعالى، ونسبة للقبيح إليه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقد مر بعض حكم الغيبة وطولها في حرف الغين من الباب الرابع فراجع وبعض أسرارها يظهر بظهوره صلوات الله عليه.
السابع: إنه قد توجب العجلة وترك التسليم الاستخفاف بأحاديث الأئمة الأبرار، الآمرة بالانتظار لظهور الإمام الغائب عن الأبصار، فالعجول بسبب استعجاله يستخف بما ورد من الأخبار، فيدخل باستخفافه في زمرة الكفار، لأن الاستخفاف بكلام الأئمة استخفاف بهم، والاستخفاف بهم استخفاف بالله عز وجل والاستخفاف بالله عز وجل كفر بالله تعالى، نعوذ بالله تعالى من الغواية بعد الهداية:
- روى في كتاب تحف العقول (3) عن الصادق (عليه السلام)، في بيان الكفر والإيمان، قال: وقد

١ - غيبة النعماني ١٠٢ فيما أمر به الشيعة.
٢ - الكافي: ٢ / 398 باب الشرك ح 6.
3 - صفة الخروج من الإيمان.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»