مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٧٧
في سورة حمعسق * (وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) *: إن المراد بالساعة وقت ظهور القائم قلت: يا مولاي ما معنى يمارون قال: يقولون متى ولد؟
ومن رآه؟ وأين هو؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ كل ذلك استعجالا لأمر الله، وشكا في قضائه، أولئك الذين خسروا الدنيا والآخرة، وإن للكافرين لشر مآب.
- وفي حديث الأربعمائة عن أمير المؤمنين، قال مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجل، واستعينوا بالله، واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم.
- وفي كمال الدين وتمام النعمة (1) لابن بابويه، بإسناده إلى الصقر بن أبي دلف، قال:
سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يقول: إن الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ثم سكت فقلت يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى (عليه السلام) بكاء شديدا. ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق، المنتظر فقلت له:
يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم سمي القائم؟
قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته.
فقلت له: ولم سمي المنتظر؟
قال: لأن له غيبة يكثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب فيه الوقاتون، ويهلك فيه المستعجلون.
وينجو فيه المسلمون.
- و (2) بإسناده عن سيد العابدين (عليه السلام) قال: فينا أنزلت هذه الآية * (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) * وفينا أنزلت هذه الآية * (وجعلها كلمة باقية في عقبة) * والإمامة في عقب الحسين (عليه السلام) إلى يوم القيامة، وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى، أما الأولى فستة أيام، أو ستة أشهر أو ست سنين وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته، ولم

1 - كمال الدين: 2 / 378 باب 36 ح 3.
2 - كمال الدين: 2 / 323 باب 31 ح 8.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»