والحجة بعد أبيه. ويخرج الله من صلب محمد مولودا يقال له علي، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ويخرج الله تعالى من صلب علي مولودا يقال له الحسن فهو الإمام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله من صلب الحسن الحجة القائم إمام زمانه ومنقذ أوليائه، يغيب حتى لا يرى، يرجع عن أمره قوم ويثبت عليه آخرون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين؟ ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا، فيملأها قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما فلا يخلو الأرض منكم، أعطاكم الله علمي، وفهمي، ولقد دعوت الله أن يجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي، ومن زرعي وزرع زرعي.
المقام الثاني: في بيان أقسام العجلة المذمومة، وما يترتب عليها من الفساد وسببيتها للكفر والإلحاد.
الأول: إنه قد يوجب العجلة في ذلك الأمر وعدم التحمل والصبر اتباع المضلين والملحدين الذين ادعوا الظهور، وأضلوا العارين الصدور، الغافلين عن أخبار الأئمة، فقد موهوا بتسويلاتهم ودعوا العوام إلى خرافاتهم وضلالاتهم فبعثتهم العجلة في هذا الأمر إلى متابعتهم بلا بينة ولا برهان، مع أن أئمتنا (عليهم السلام) ذكروا وبينوا لنا علامات صاحب الزمان، والعلامات الحتمية التي تقع وتظهر عند ظهوره بأوضح بيان، وأمرونا بالتمسك بالأمر الأول والثبات عليه، وترك النهوض إلى إجابة من يدعي النيابة، أو الظهور قبل ظهور تلك العلامات، نسأل الله العصمة من تسويلات الشيطان.
الثاني: إنه قد توجب العجلة في ذلك اليأس من وقوعه فتكون ثمرة تلك العجلة تكذيب النبي والأئمة (عليهم السلام) فيما ورد عنهم من الأخبار المتواترة والآثار المتكاثرة من الوعد بوقوعه، والأمر بانتظاره وقد مر شطر مما يدل على ذلك فتدبر.
الثالث: أنه قد تكون العجلة في ذلك باعثة لإنكار صاحب الأمر (عليه السلام) وهذا أشد من سابقه.
إذ يمكن أن يكون الشخص معتقدا بإمامة الإمام الثاني عشر، وبقائه ويكون آيسا من ظهوره بسبب طول الغيبة وكونه مستعجلا فيكون من الهالكين وهذا هو القسم الثاني من أقسام العجلة التي توجب الهلاك والخسران والقسم الثالث أن العجلة تجره وتفضي به إلى إنكاره من أصله، فيقول بزعمه الفاسد: لو كان لظهر إلى الآن.
والرابع: إن العجلة توقعه في الشك والارتياب وهذا كسابقه يوجب الخروج عن الإيمان