مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٥٧
- وفي كتاب الروضة من الكافي (1) بإسناده عن عبد الحميد الوابشي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى أنه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها فقال سبحان الله، وأعظم ذلك، ألا أخبركم بمن هو شر منه قلت: بلى، قال (عليه السلام) الناصب لنا شر منه أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر له ذنوبه كلها إلا أن يجيء بذنب يخرجه من الإيمان، وأن الشفاعة لمقبولة، وما تقبل في ناصب وأن المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة، فيقول: يا رب جاري كان يكف عني الأذى، فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك وأنا أحق من كافى عنك، فيدخله الجنة وما له من حسنة وأن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا، فعند ذلك يقول أهل النار:
* (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) *.
- وفي كامل (2) الزيارة وغيره في حديث معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه دعا في سجوده إلى أن قال (عليه السلام): وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم الصرخة التي كانت لنا.
وأما ما يدل على فضل البكاء في فراقه، وما يجري عليه من المحن بالخصوص - فمنه ما روي في الكافي والنعماني (3) وكمال الدين (4) عن المفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) ففي الكافي (5) بإسناده عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات، قتل، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، وليرفعن اثنا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي.
قال فبكيت ثم قلت فكيف نصنع؟ قال فنظر إلى الشمس داخلة في الصفة فقال: يا أبا

١ - الكافي: ٨ / ١٠١ ذيل ٧٢.
٢ - كامل الزيارات: ٢٢٨ والكافي: ٤ / ٥٨٣.
٣ - غيبة النعماني: ٧٧ باب مدح زمان الغيبة.
٤ - كمال الدين: ٢ / ٣٤٧ باب ٢٣ ذيل ٣٥.
٥ - أصول الكافي: ١ / ٣٣٦ باب الغيبة ح 3.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»