عبد الله ترى هذه الشمس قلت: نعم فقال (عليه السلام): والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
- وفي النعماني (1) عن المفضل قال: سمعت الشيخ - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) - يقول إياكم والتمويه (2) أما والله ليغيبن سبتا من دهركم، وليخملن حتى يقال مات، هلك، أي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، الخبر.
- وفي كمال الدين بإسناده (3) عن المفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم شيئا من دهركم وليمحصن حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين وليلقون كما تلقى السفن في أمواج البحر، ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، الخبر.
- وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة (4) بإسناده عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم سنين من دهركم وليخملن حتى يقال مات أو قتل (5) بأي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، الخبر.
أقول: أنظر وتأمل كيف جعل (عليه السلام) البكاء عليه علامة الإيمان ودل على أمر لا ينكره الوجدان بل يشهد له بالعيان فإن البكاء عليه دليل المعرفة والمحبة الثابتة في الجنان وهما جزء الإيمان بل حقيقة لأهل الإيقان فيبعثان صاحبه على البكاء في فراق مولانا صاحب الزمان وما يرد عليه من المحن والأحزان ولنعم ما قيل بالعربية:
قلبي إليك من الأشواق محترق * ودمع عيني من الآماق مندفق الشوق يحرقني والدمع يغرقني * فهل رأيت غريقا وهو محترق وبالفارسية: گواه عاشق صادق در آستين باشد.
ولهذا ترى المحب الصادق كلما كانت معرفته وحبه لمحبوبه أكثر وأعظم، كان بكاؤه أكثر (6) وأدوم.